Facebook
WhatsApp
Twitter
Instagram
LinkedIn
YouTube
Telegram
Academia_Globe     +201005699966 - Academia_Globe   +966535561107

أكاديـمـيـا جلـــــوب


المدونة




Academia_Globe

08/11/2023

المتغيرات الدخيلة المؤثرة في الصدق الداخلي
/مقالات علمية

من النادر أن تكون البحوث التربوية على درجة من الضبط والإحكام كتلك التي تتصف بها البحوث التي تجرى على الظواهر الفيزيائية؛ ويرجع سبب ذلك إلى أن الباحث التربوي المطالب بأن يبحث عن المتغيرات الدخيلة التي يمكن أن تتداخل مع المتغير المستقل أو تعمل بمفردها في التأثير على المتغير التابع؛ ومن ثم تؤثر في نتائج الدراسة، حيث يوجد العديد من المتغيرات الدخيلة الشائعة والتي تهدد الصدق الداخلي للدراسة، ومنها:

  1.  الفاصل الزمني:

 يشير الفاصل الزمني إلى تلك الأحداث أو الوقائع التي تؤثر في النتائج التي يسفر عنها البحث، فالأحداث التي تقع في الفترة ما بين إجراء عمليه القياس القبلية والبعدية يمكن أن تؤثر في المتغيرات التي تحدث على المتغير التابع؛ ومن ثم فإن دور المعالجة التجريبية في إحداث تغييرات على المتغير التابع يصبح موضع تساؤل، وهناك عوامل أخرى مزاحمة للمتغير التجريبي، وهي: الأحداث التي وقعت أثناء إجراء الدراسة والتي لها علاقة بمتغيرات تلك الدراسة، والفاصل الزمني يشكل تهديدًا لأي بحث يجرى على امتداد فترات زمنية مختلفة ويصبح الوضع أكثر خطورة كلما زادت الفترات التي تنقضي بين عمليات القياس.

  1.  النضج:

 يشير النضج إلى التغيرات التي تحدث في المفحوصين مع مرور الوقت، وهذه التغيرات تتضمن العوامل البيولوجية والنفسية مثل: التعلم والملل والجوع، والتي لا ترتبط بأحداث خارجية معينة ولكن تكمن داخل المفحوص، ولذا فإن التغيرات التي تحدث لهم يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند تفسير نتائج الأبحاث التي تجرى على امتداد فترة زمنية معينة فعندما يتدخل تأثير هذه التغيرات مع تأثير المعالجة التجريبية؛ فإن ذلك التداخل يؤثر سلبًا في الصدق الداخلي للدراسة.

 

  1.  القياسات:

 تشير القياسات كمتغير دخيل مهدد للصدق الداخلي إلى الطريقة التي تؤثر بها التغيرات الحادثة في طرق جمع البيانات على نتائج الدراسة، وهذه التغيرات تكون أكثر وضوحًا في حاله تلك البحوث التي تعتمد على الملاحظة كأسلوب لتجميع البيانات وذلك حين يصاب الملاحظون بالإجهاد أو الملل مثلًا، والمشكلة هنا مشكلة خاصة بالثبات؛ ولذا فإنه لو توافر لدينا دليل على أن عمليات القياس تتسم بالدقة في كل فترة من فترات إجراء التجربة فلن تكون هناك مشكلات خاصة بالصدق الداخلي وذلك من ناحية عمليات القياس.

  1.  الاختيار أو الانتقاء:

 يوجد خطر الانتقائية عندما لا يكون من الممكن توزيع المفحوصين عشوائيًا وعلى الرغم من أن هناك مداخل متعددة تساعدنا في التحكم في تلك المشكلة مثل: مزاوجة اختبار المفحوصين أكثر من مرة، وقياس المتكرر، وتعديل الدرجات البعدية على أساس السمات المقاسة في البداية، وتحليل التباين أو عدم إمكانية استخدام العشوائية فإن الباحث يجب أن يكون واعيًا بهذا الخطر، ويعني ذلك أن مشكلة الانتقاء هي مشكلة اختيار عينة الدراسة، وتنشأ المشكلة من اختيار عينة توجد بين مجموعتها خروج منظمة وقد تنشأ المشكلة بسبب اختيار متطوعين للدراسة؛ لأن المتطوعين يكونون عادة أكثر تحمسًا للدراسة؛ ومن ثم فإن استجابات المعالجة تختلف عن استجابة غير المتطوعين والمهم هنا أن يكون الباحث على وعي بأبعاد تلك المشكلة.

  1. الفنائية التجريبية:

 يقصد بها التسرب المنظم للمفحوصين أثناء الاستقصاء والتي ينجم عنها حدوث فروق على المتغير التابع لا تعزى إلى المعالجة التجريبية وإنما تعود إلى هذا التسرب، بطريقه أخرى فإن المجموعات التي تبدو متماثلة في البداية قد تصل في نهاية الدراسة مختلفة ليس بسبب المعالجة التجريبية وإنما بسبب تسرب المفحوصين بشكل معين وخطر الفنائية يظهر في حالات الدراسات الطويلة التي تستغرق شهور، نفترض أن دراسة ما قد أجريت لتحديد مدى فعالية برنامج علاجي في تحسين المستوى التحصيلي للطلاب المتأخرين للصف التاسع وأن أكثر الطلاب تأخرًا قد تسربوا أثناء تطبيق البرنامج العلاجي وبالتالي قد نجد تحسنًا في المستوى التحصيلي لبقية الطلاب ليس لأن البرنامج العلاجي كان فعالًا وإنما لتسرب أكثر الطلاب تأخرًا في التحصيل من الدراسة؛ ومن ثم بدا البرنامج وكأنه ذو درجة كبيرة من الفاعلية، فالفنائية تمثل خطورة على الصدق الداخلي وذلك في حاله الدراسات الطويلة.

  1. الانحدار الإحصائي:

 يظهر الانحدار الإحصائي بسبب وجود ارتباط غير تام بين درجات الأفراد التي يحصلون عليها في عمليه القياس القبلي والبعدي وفي مثل هذه الدراسات فإن المفحوصين الذين يحصلون على درجة مرتفعة جدًا أو منخفضة جدًا في التطبيق الأول للاختبار ومن ثم فإن الارتباط بين الدرجات في التطبيقين يكون غير تام، مثال ذلك: حصول طالب في الاختبار الأول على درجه 150 وطالب آخر على 40 ، وعند تطبيق الاختبار للمرة الثانية نجد أن الطالب الأول حصل على 130 والطالب الثاني حصل على 50 وقد ينخدع الباحث فيتصور أن ذلك نتيجة للمعالجة التجريبية التي قام بها، ولكن يعزى إلى الانحدار الإحصائي، ويوصف الانحدار إلى العديد من العوامل التي تسببه في المقياس المستخدم ليس ثابتًا بشكل تام وإنما توجد به بعض الأخطاء التي تقلل من الثبات التام له؛ وبناء على ذلك هناك نسبة خطأ في عملية القياس تؤدي إلى عدم تطابق الدرجة التي يحصل عليها مفحوص معين إذا ما طبق عليه الاختبار مرتين، كما أن هناك عملية عشوائية تؤثر في الدرجات؛ وبناء عليه فإن بعض الدرجات في التطبيق الأول تكون أعلى من الحقيقة وبعضها أقل من الواقع في التطبيق البعدي فإنه من غير المحتمل أن تظل الدرجات المتبعة محتفظة بقيمة مرتفعة، حيث إن العوامل التي أدت إلى ارتفاع هذه الدرجات في المرة الأولى كانت تتسم بالعشوائية؛ ومن ثم فإن الدرجات المرتفعة يحتمل أن تقل في التطبيق الثاني.

مثال: نفترض أن أحد الباحثين حاول دراسة أثر كلًا من الطريقة الكشفية والتعلم البرنامجي على تحصيل تلاميذ ما، نفترض أنه أجرى الدراسة على ثلاثة فصول في مدرسة واحدة، الفصل الأول يمثل مجموعة تجريبية تتعلم بالطريقة الكشفية، والفصل الثاني يمثل مجموعة تجريبيه ثانية تستخدم التعليم البرنامجي، والفصل الثالث المجموعة الضابطة التي تدرس بالطريقة المعتادة فإذا أخذنا في الاعتبار أن تلاميذ المجموعات الثلاث تضمها مدرسة واحدة فهناك احتمال كبير أن تتسرب المعالجات الخاصة بكل مجموعة إلى المجموعات الأخرى وذلك نتيجة حب استطلاع التلاميذ لما يجري في الفصول الأخرى ويزداد ذلك الاحتمال إذا استغرقت التجربة مدة طويلة يستفسر خلالها تلاميذ كل مجموعه عن تلاميذ المجموعات الأخرى عن المعالجات التي يتعرضون لها؛ ونتيجة ذلك تفقد المعالجة الخاصة بكل مجموعة استقلاليتها لتسرب أجزاء من المعالجات الأخرى إليها؛ ومن ثم لا يمكن إرجاع التغييرات التي تحدث في المتغير التابع في أي من المجموعات إلى المعالجة التي تلقتها، لذلك على الباحث أن يأخذ في حسبانه احتمالية حدوث ذلك الانتشار بين المجموعات المختلفة وأن يحاول التغلب على تلك المشكلة حتى لا تهدد الصدق الداخلي للدراسة.

  1. الاختبار القبلي:

 من الممكن أن يكون للاختبار القبلي تأثيرًا على المفحوصين فالإجابة عن الاختبار القبلي يمكن أن تزود المفحوصين بتدريب عن نوع الأسئلة المطروحة أو تجعل المفحوصين ملمين بالمادة التي يختبر فيها، وهذا النوع من التأثيرات الناجمة عن الاختبار القبلي يمكن أن تزود المفحوصين بتدريب عن نوع الأسئلة المطروحة وتجعل مبحوث ملمًا بالمادة التي يختبر فيها، وهذا النوع من التأثير الناجم عن الاختبارات القبلية فيها في التجارب التي تقيس التحصيل في فتره زمنيه قصيرة، ولذلك الاختبار القبلي قد يكون مهدد للصدق الداخلي في حاله البحوث التي تجرى على الاتجاهات أو القيم فإذا ما استخدمنا مقياس اتجاه الاختبار القبلي فإن عملية قراءة الأسئلة والعبارات يمكن أن تستثير الفرد ليفكر حول القضية موضوع الاهتمام، وهنا يظهر أيضًا الدور المهم الذي يمكن أن تؤديه المجموعة الضابطة في مثل هذه الحالات.

  1.  القرارات الخاصة بالإحصاء:

 يستخدم الإحصاء في معظم البحوث التربوية كأساس للحكم على التأثيرات والعلاقات المقترحة بين المتغيرات موضوع الدراسة، فإن الباحث يجب أن يكون ملم بالاستخدام الأمثل للأساليب الإحصائية وأن يستشير خبراء الإحصاء؛ للحصول على استنتاجات وقرارات سليمة.

  1.  تحيزات المجرب:

 تشير إلى تلك التأثيرات المقصودة وغير المقصودة والتي من شأنها أن تغير في استجابات المفحوصين، ويظهر ذلك التحيز في عده صور، منها: التمييز في التعامل مع المفحوصين، أو تأكيد الشرح والتوضيح لمجموعة معينة دون غيرها، وترجع تحيزات المجرب إلى عوامل متعددة، منها: الدوافع لإجراء التجربة وتوقعاته عن مخرجاتها فالمجرب الذي يجري تجربة معينة لديه دوافع معينة لإجراء تلك التجربة، ومن المحتمل أن تؤثر تلك الدوافع على الصدق الداخلي للدراسة.

  1.  تحيزات المستجيب:

 المستجيب لا يدخل الموقف التجريبي متصفًا بالسلبية أو مستجيبًا فقط لمتغيرات مستقلة أو تجريبية، وإنما إحساسه بأنه في موضع يخضع فيه للتقويم من قبل الآخرين يجعله يحاول أن يبدو في أفضل صورة ممكنة، ولكي يصل إلى تلك الصورة المثلى فإنه يعمل فكره وعقله ويجري تحليلاته الخاصة ويحاول أن يستخلص ما يتصور أنه يمثل استجابة جيدة وما يمثل استجابة رديئة

  1. التعاقب أو التتابع:

 إذا أراد الباحث أن يعرف أي أنواع التدريب المكثف أم الموزع أكثر فعالية في إكساب الطلاب مهارة الكتابة على الآلة الكاتبة وقام باختيار مجموعة من الطلاب وقام بتدريبهم لفترة معينة واختبرهم بعدها لتحديد مستوى أدائهم في الكتابة على الآلة الكاتبة وبعد ذلك درب نفس هؤلاء الطلاب ووزعهم ثم اختبرهم في النهاية لتحديد مستوى أداءهم في الكتابة على الآلة الكاتبة، يخطئ الباحث ويدعي أن التدريب الموزع أفضل من التدريب المكثف لأن الطلاب في المرة الأولى قد اكتسبوا بعض الخبرات وبعض المهارات التي انتقلت معهم إلى المرة الثانية، ومن ثم فإن التحسن في مستوى الأداء قد يكون راجع إلى الخبرة السابقة وليس إلى نوع التدريب في حد ذاته، يتضح مما سبق أن التحسن في الأداء قد يرجع إلى مشاركة المفحوص في أكثر من معالجة تجريبية وليس إلى متغير معين.







تعليقات


أكاديـمـيـا جلـــــوب

طريقك لمستقبل أكاديمى واعد


معلومات الاتصال

تواصل مع اكاديميا جلوب من خلال مواقع التواصل الاجتماعى او ارسل لنا بريد الالكترونى لتستقبل كل جديد


طرق الدفع

Academia_Globe Academia_Globe Academia_Globe
Academia_Globe Academia_Globe

تابعنا على تويتر



جميع الحقوق محفوظة لأكاديميا جلوب 2020

صمم بواسطة True.Sys