Facebook
WhatsApp
Twitter
Instagram
LinkedIn
YouTube
Telegram
Academia_Globe     +201005699966 - Academia_Globe   +966535561107

أكاديـمـيـا جلـــــوب


المدونة




Academia_Globe

26/03/2021

تنمية الوعي بالتربية الإعلامية في ضوء المعايير الأكاديمية
/مقالات علمية

 

المستخلص

" تنمية الوعي بالتربية الإعلامية في ضوء المعايير الأكاديمية "

      يستهدف هذا البحث تأصيل مفهوم التربية الإعلامية، وبيان أهميتها، ومدى حاجة طلاب الجامعة إليها بصفة خاصة، وأفراد المجتمع بصفة عامة، مع إلقاء الضوء على الوعي بها، وكيف يمكن تنمية مستوى وعي طلاب الإعلام التربوي بهذه التربية، من خلال أدبيات المجال والبحوث السابقة، وفي ضوء المعايير الأكاديمية المناسبة؛ تمهيدا لبناء البرنامج أوالمقررالمزمع للتربية الإعلامية . 

    ولتحقيق هذه الأهداف اتبع الباحث المنهج الوصفي، في مراجعة البحوث والكتابات التربوية والأكاديمية، ذات العلاقة بكل من : الوعي، والتربية الإعلامية، والمعايير الأكاديمية، وفي ضوء ذلك تمت المعالجة البحثية لهذه الدراسة وفقا للإجراءات التالية :

  1.  مقدمة.  
  2. التوعية الإعلامية : Media awareness .
  3.   مفهوم التربية الإعلامية
  4.     نشأة التربية الإعلامية وتطورها .
  5. أهداف التربية الإعلامية
  6.     أهمية التربية الإعلامية 
  7. تنمية الوعي بالتربية الإعلامية لدى طلاب الجامعة .
  8. المعايير الأكاديمية أهميتها, والحاجة إليها .

    ويؤكد البحث الحالي على ضرورة  "التربية الإعلامية"، في الوعي بمضامين الإعلام وفي تعزيز قدرات طلاب الجامعات؛ لفهم وتحليل ما تقدمه وسائل الاتصالات التكنولوجية الحديثة والوسائط المتعددة في هذا المجتمع المعلوماتي. كما يوصي بأهمية دراسة مستوى وعي طلاب الجامعة بالتربية الإعلامية في ضوء المعايير الأكاديمية المناسبة, مع استبيان آراء أعضاء هيئة التدريس بكليات التربية والتربية النوعية والإعلام, حتى يمكن تقديم برنامج متكامل لمقرر التربية الإعلامية, ويكون مناسباً لطلاب الإعلام التربوي بصفة خاصة ولطلاب الجامعات بصفة عامة.

أولاً : مقدمة :

     لقد أحكم الإعلام سيطرته على العالم، مسلياً ومربياً وموجهاً، يظهر كل يوم بوجه جديد، وفي كل فترة ومرحلة بأسلوب مبتكر، وبتقنية مدهشة، متجاوزاً حدود الزمان والمكان، مما جعل التربية بوسائلها المتعددة، وتطورها التدريجي الحذر تفقد سيطرتها على أرضيتها، وأصبح الإعلام يملك النصيب الأكبر في التنشئة الاجتماعية، والتأثير والتوجيه، وتربية الصغار والكبار.

     وتتصدر وسائل الإعلام مكانة متميزة في واقعنا المعاصر انطلاقاً من طبيعة وظائفها وأدوارها، مروراً بتأثيرها على الفرد والمجتمع، ويقوم الإعلام في المجتمع المعاصر بدور كبير في تنشئة الأفراد، وخاصة أن تأثيره يصل إلى قطاعات واسعة من شرائح المجتمع، ومما ضاعف من تأثير وسائل الإعلام تداخل وظائفها مع وظائف مؤسسات المجتمع، وفي مقدمتها المؤسسات التعليمية، وبناء عليه تعد هذه المؤسسات من أهم المؤسسات التى ينبغي عليها أن تدرك أهمية وسائل الإعلام، وتعمل على الاستفادة من وظائفها في برامجها التربوية التى تهدف إلى تنمية معارف الطلبة، وبناء توجهاتهم وقناعاتهم على نحو إيجابي بما يسهم في تنمية المجتمع.

     من هذا المنطلق أصبح من الضروري أن تهتم المؤسسات التعليمية بالجوانب المجتمعية المحيطة بالطالب، وأن يتضمن المنهج الدراسي كل أنواع الأنشطة التى تحيط بالطالب في البيت والمدرسة والمجتمع، والاهتمام في الوقت نفسه بقياس مدى تأثير وسائل الإعلام في شخصيته وقدرته على فهم الرسالة الإعلامية التى يتعرض لها بطريقة واعية وناقدة، وهذا مايتم ترجمته عبر مفهوم "التربية الإعلامية".

     ويتم وصف التربية الإعلامية في إطار العالم الحديث كعملية بناء الإنسان, والمساعدة على جودة استخدام وسائل الإعلام, وتهدف إلى تشكيل ثقافة التفاعل مع تلك الوسائل, وتنمية المهارات الابتكارية والاتصالية, والتفكير الناقد, والاستقبال, والتفسير, والتحليل, وتقييم النصوص الإعلامية, وتدريس جميع صور التعبير الذاتي باستخدام تكنولوجيا الإعلام([1]). 

     فالتربية الإعلامية تشجع على التأمل بالقيم الشخصية، وتتضمن دمج التقنيات الحديثة في التعليم، وتشجع حركة الإصلاح التربوي كما تشجع الحوار في قاعات الدراسة وخارجها.

ثانياً: التوعية الإعلامية : Media awareness

  • مفهوم الوعي :

    يبدو أن كلمة "الوعي" أخذت نصيبها من التطور في الاستعمال على نحو مواكب لارتقاء حياتنا الفكرية والثقافية، فقد كانت هذه الكلمة تستخدم للجمع والحفظ، على نحو مانجده في قوله سبحانه وتعالى {وتعيهآ أذنً واعية} (سورة الحاقة: الآية 12) وقوله: {وجمع فأوعى}. (سورة المعارج: الآية18) ([2])

كما يرى الباحثون فى علم النفس أنه يقصد بالوعى : "المستوى الأعلى للانعكاس العقلى للواقع الموضوعى المتأصل فى الإنسان على وجه الحصر بفضل ماهيته الاجتماعية والتاريخية، ويمثل من الوجهة التجريبية كلية دائمة التغير من الصور والأفكار الحسية التى تتبدى مباشرة أمام الشخص، كما أن الوعى هو المنظم العام للوظائف النفسية"([3]) .                                 

ويعرفه (وليد فرج الله، 2010) بأنه" عملية ذات بعدين، الأول معرفى: عبارة عن اكتساب المعارف والمعلومات ، ثم فهم عميق لتلك المعارف والمعلومات، وتحليل لها, أما البعد الثانى فهو وجدانى: وفيه يتقبل الفرد تلك المعلومات والمعارف ويتأثر بها لتكون بدايه ميوله واتجاهاته"([4]), وتلك المعلومات ينتجها عقل طالب الجامعة عندما يتعرض لمضامين مجهولة المصدر.

وترى (ربا أبو كمیل، 2011) بأن الوعي هو الإلمام بكافة المعلومات والمعارف والإتجاهات الخاصة بفكرة ما، تؤثر في حیاته، وتساعده على إتخاذ القرارات المناسبة([5]) , في فحص وتنقية كل مايشاهد لتكوين الرأي السديد.

وقد عرفته (هالة حميد عياد، 2013) بأنه " عملیة اكتساب قدر ملائم ومناسب من المعرفة العلمیة، مما یساعد في إعادة تشكیل البنیة المعرفیة وتعمیق التصور الذي یؤدي إلى تنمیة الإتجاهات لتوظیفها في إتخاذ قرارات سلیمة([6]), وبهذا فإن المعارف التي يحصل عليها طلاب الجامعات تساعدهم في التفكير الناقد؛ لما يتلقونه من وسائل الإعلام المختلفة.

  • أبعاد الوعي :

يرى (حاتم يوسف أبو زايدة، 2006) أن أبعاد الوعي هي([7]):

  الأول : البعد المعرفي وهو ما قصد في التعريفات السابقة بالمعرفة والفهم والإدراك .

  الثاني : البعد الوجداني والمتمثل في الشعور والتقدير والذي يكون أساس وموجه لسلوك الفرد.

 

  • مظاهر الوعى :

 وهي الإدراك – المعرفة- الوجدان- النزوع والإرادة. 

     ومن خلال ماسبق يتفق البحث الحالي مع المفاهيم الخاصة بالوعي التي قدمها كل من (ربا أبو كميل 2011,وهالة حميد عياد 2013 ) من حيث اهتمامها بالجانب المعرفي والفهم والاتجاهات الخاصة بموضوع ما حيث يُعد هذا الجانب من أهم موجهات السلوك الإنساني تجاه هذا الموضوع كما تمثل المعرفة والفهم موضوع الوعي.

    وفي ضوء ما سبق يمكن للباحث أن يُعرف الوعي تعريفاً إجرائياً بأنه:(المعرفة الحقيقية والاستيعاب التام للسمات والخصائص المميزة للمفاهيم والموضوعات التي يتعرض لها الإنسان مع إدراك العلاقات والتمييز بينها وله مكونات ثلاثة هي: المعرفة والوجدان والسلوك). 

ثالثاً: مفهوم التربية الإعلامية :

   تعتمد التربية الإعلامية على الاتصال اعتماداً كلياً من أجل تحقيق أهداف إعلامية تربوية بناءً على مُعطيات ما يُقدم لخدمة الطالب وإعطائه كماً من المعلومات والمهارات للتعامل مع الإعلام وما يبثه من رسائل مختلفة ذات مضامين ظاهرة أو خفية.

   تمثل التربية الإعلامية مفهوماً شاملاً يُعنى بطريقة التعبير والوصول إلى الإعلام والفهم الإعلامي سواء السلبي أو النشط, وتقييم الإعلام تقييماً ناقداً والوعي بإمكانيات ومخاطر الإعلام الجديد([8]).

  وتجدر الإشارة إلى أن التربية الإعلامية تقوم على مجموعة من المحاور العملية من بينها عملية تكنولوجيا المعلومات, والاطلاع والتعامل بسهولة مع وسائل الإعلام المختلفة, والوعي الإعلامي القائم على التواصل, واكتساب المعلومات الحيوية والاستراتيجية الخاصة بالإعلام, والاستخدام الآمن له([9]), من أجل تحقيق النتائج المرجوة عند تعرض طلاب الجامعة للرسائل الإعلامية المُقدمة.

    والتربية الإعلامية مصطلح مركب من كلمتين هما: التربية والإعلام، فهو ترجمة للكلمة الإنجليزية Media Education ويعني التربية الإعلامية أو التعليم الإعلامي، وهناك من يرى أنها ترجمة للمصطلح الانجليزي Media Literacy وهو ما يسمي بمحو الأمية الإعلامية([10]).

    ولقد برزت عدة تعريفات للتربية الإعلامية في الدراسات والأبحاث الغربية والعربية تفاوتت وتباينت في مضامينها وتطورت في استخداماتها تبعاً للتطورات المتسارعة للثورة الإعلامية والمعلوماتية التى تُعد السمة البارزة للقرن الحادي والعشرين، ومن أبرز المفاهيم التى تناولت التربية الإعلامية مايلي:

   يرى سلفبلات "  2001 Silveblatt.A. " أن التربية الإعلامية هي "الوعي بتأثير وسائل الإعلام على الفرد والمجتمع, وفهم عملية الاتصال الجماهيري, وتطوير إستراتيجيات تمكننا من فهم وتحليل ومناقشة الرسائل الإعلامية, وتنمية الاستمتاع الجمالي, والتقدير لمضمون وسائل الإعلام"([11]).       

ووفقاً لهذا المفهوم فإن العناصر الأساسية للتربية الإعلامية يمكن أن تتمثل في :

1- الوعي بتأثير تلك الوسائل على المجتمع ودفع أفراده لاتخاذ مواقف معينة من التجارب التي   

     يمرون بها.

2- فهم عملية الاتصال الجماهيري فهماً واعياً وشاملاً مبنياً على التربية الإعلامية بمقوماتها  

     المختلفة.

3- استخدام أساليب واستراتيجيات مناسبة؛ لتفسير المضامين الإعلامية وتنقيحها.

4- مراعاة الجوانب الجمالية عند فهم وتقدير تلك المضامين، في ضوء ما يتمتع به الأفراد من 

    تذوق.

5- الفهم العميق للمعاني الخفية التي تحتويها الرسالة الإعلامية، وترجمة المناسب منها في 

     حياتنا اليومية.

وقد عرفها كل من "محمد عبد الحميد" و"آمال سعد"(2003) بأنها (تعليم فنون الإعلام في المؤسسات التعليمية المختلفة، وتنمية الحس الإعلامي لدى الطلاب في مراحلهم المتقدمة بما يؤدي إلى تكوين حس نقدي صحيح يجعلهم يستطيعون اختيار الرسائل الاتصالية بفهم ووعي).([12])

وتعرف جوس إم وبرون "Jose M, Brown, (2008).,  التربية الإعلامية بأنها " الأسلوب الذي يستخدم لتوضيح مهارات وقدرات طلاب الجامعات التى تتطلب الوعي بالتعليم المتطور في مجال الاتصالات الحديثة مثل التعليم الإلكتروني والوسائط المتعددة في مجتمع المعلومات([13]).

           وعرف " 2013 Share, J. " التربية الإعلامية على أنها إكساب المعرفة والفهم والتطبيق الصحيح للمهارات والمواقف التي تسمح للطلاب بالتعامل مع العالم الإعلامي المعقد والمتغير بطريقة واعية هادفة, وكما يعبر عن إكساب القدرة على استخدام الإعلام بطريقة نشطة وحيوية بهدف المشاركة الاجتماعية الفعالة ([14]).

    ويرى البحث الحالي أن التربية الإعلامية تُنمي لدى الطلاب الوعي بأهمية تكوين التفكير الناقد للمضامين الإعلامية وأيضاً تنمية مهارات استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة؛ لحماية الأطفال والنشء من المضامين الهدّامة؛ لبناء جيل قوي قادرٌ على الإنتاج والإبداع.  

   وعرفها " Kubey, R. (2014). "بأنها "التعليم بهدف إكساب القدرة على بناء المعنى الشخصي من الرموز البصرية واللفظية المستمدة يومياً من وسائل الإعلام التقليدية والرقمية أكثر من مجرد تفسير المعلومات ([15]), وبذلك فهي عملية بصرية تُنمي مبادئ المُشاهدة الواعية, وعملية عقلية تُعزز التفكير السليم والفهم الصحيح والنقد البنّاء لما يتلقاه شباب الجامعات من مضامين ظاهرة ومضامين خفية.

    ويعرفها " Greenaway, P. (2015). " على أنها مجموعة المبادئ الأساسية والمعلومات التى يكتسبها الفرد من الوسائل فى مـــواجهة التقدم والعشوائية الإعلامية، والتعريف بالأســلــوب الـصحيــح للتعامل معها ([16]).

    وكما يُعرفها " أحمد جمال حسن (2015)" بأنها "قدرة الأفراد على الاستخدام الواعي والآمن لوسائل الإعلام، من فهم وتفسير ونقد وتقييم المضامين الإعلامية بأشكالها المتنوعة، والمساهمة في تطوير إدراكهم وتعاونهم في إنتاج مضامين إعلامية مسئولة, وتخزينها والارتقاء باهتماماتهم، وهي تمثل رد فعل طبيعي للبيئة الإعلامية المعقدة، والمستحدثات التكنولوجية التى تحيط بهم([17]).      

         وفي ضوء ما سبق يمكن للباحث أن يُعرف التربية الإعلامية تعريفاً إجرائياً بأنها: ) هي تكوين القدرة على قراءة المضمون الإعلامي وتحليله وتقويمه وإنتاجه, ويتعدى ذلك إلى المُشاركة الواعية والهادفة لإنتاج المحتوى الإعلامي بما يجعل الطلاب متلقين إيجابيين يحللون وينتقون ويقومون بشكل تفاعلي).

رابعاً: نشأة التربية الإعلامية وتطورها:

      ترجع بداية التربية الإعلامية إلى النصف الأول من القرن العشرين, عندما اقترح كل من ليفيس وطومسون (1933) تعليم الشباب كيفية التمييز بين الثقافتين العليا والشعبية في بريطانيا خلال الخمسينيات, وظهر مفهوم التربية الإعلامية في الولايات المتحدة؛ ليواكب زيادة تأثير وسائل الإعلام مثل الراديو والتلفاز على حياة الناس وبخاصةً في مجال التعليم ([18]).

    ومنذ ستينيات القرن الماضي, ظهر مفهوم التربية الإعلامية في النظريات والمناقشات حول وسائل الإعلام بهدف تنمية الثقافة والوعي الإعلامي ([19]).

        وخلال السنوات الأربعين الماضية, تطورت التربية الإعلامية من اهتمام هامشي إلى حركة عالمية، وسرعان ما تم تضمين التعليم والتعلم حول وسائل الإعلام في مناهج التدريس بالجامعات في الكثير من دول العالم، وأصبحت التربية الإعلامية مقترنة بالتساؤل: "ما الذي يتعلمه الناس وبخاصةً الشباب والمراهقين والأطفال من وسائل الإعلام؟" ([20]).

      ومع الدخول في عصر الإنترنت, أصبح الشباب يعيشون في عالم التواصل الاجتماعي والثقافي والفكري, ويقضون الكثير من الوقت في التعامل مع وسائل الإعلام، وأصبحت القيم والعلاقات الإجتماعية تتأثر بدرجة كبيرة بالإعلام.

          ومع الازدهار في استخدام التكنولوجيا, أصبح المحتوى الإعلامي يتم إنتاجه ليس فقط عن طريق المتخصصين في المجال الإعلامي ولكن أيضاً عبر الأشخاص العاديين، وأصبحت المعلومات يتم تداولها عبر مواقع مثل اليوتيوب والمدونات بدون فلترة أو تدقيق. من هنا, يعد الاهتمام بزيادة وعي الشباب بالتربية الإعلامية مسألة حيوية من أجل التعامل بحكمة مع المجتمع الإعلامي المتغير، وقد شهد مجال التربية الإعلامية تحول جذري نحو استخدام تكنولوجيا الاتصالات الحديثة([21]).  

     وتتشابه التربية الإعلامية التقليدية والحديثة في كل من فهم الإعلام, ودوره في المجتمع, والأهداف المتوقعة من التربية الإعلامية([22]). وتشير البحوث والدراسات التي أجريت حول التربية الإعلامية تطور المفهوم من المفهوم الكلاسيكي (القراءة والكتابة) إلى المفهوم السمعي بصري (المتعلق بالإعلام الإلكتروني) إلى التربية الرقمية (المرتبطة بالإعلام الرقمي) و وأخيراً إلى الإعلام الجديد (المرتبط بالإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي)([23]).

وفي بداية التسعينات من القرن العشرين تبنت اليونسكو بدعم من وزارات التربية والتعليم في الاتحاد الأوربي مشروع (مينتور) لنشر التربية الإعلامية في أوروبا ودول حوض البحر المتوسط، وبانتهاء المشروع قرر عدد من الخبراء والمستشارين فيه تأسيس منظمة دولية تتولى نشرها على مستوى العالم وتحقق ذلك في مايو2002م من خلال تأسيس المنظمة الدولية للتربية الإعلامية([24]).

      ويؤكد مشروع مينتور من خلال المنظمة الدولية للتربية الإعلامية 2007 على أهمية وجود ميثاق شرف للمهنة في مجال التربية الإعلامية؛ حيث ينص المشروع في هذا الميثاق على ضرورة ([25]):

  • تكوين نظرة نقدية لدى صغار السن في تعاملهم مع وسائل الإعلام المعنية ببرامج الأطفال.
  • إكساب الجمهور المتلقي الوعي الكامل في تعاملهم مع وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة.
  • المشاركة الفعالة في إنتاج البرامج أو المساهمة في إنتاجها وفقا لاهتمام أفراد المجتمع لتقليل الهوة الواسعة بين وسائل الإعلام من جهة والجمهور من جهة أخرى.
  • التزام القائمين بالاتصال في كافة وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة بأخلاقيات المهنة ومواثيق الشرف المهنية.
  • الحد من التأثيرات السلبية للمواد الإعلامية الرخيصة والغثة, والتي تتعارض مع الذاتية الثقافية والقيم والمبادئ السائدة بالمجتمع.

   ويرى الباحث أنه لكي تتم الإفادة من مشروع مينتور للتربية الإعلامية ينبغي أن   تتضافر جميع الجهود من خلال خمس ركائز أساسية تقوم عليها التربية الإعلامية المنشودة هي : - الأسرة والبيت – المدارس والجامعات – دُور العبادة والمؤسسات الاجتماعية - وسائل الإعلام والإعلاميين - الجهات التشريعية.

     وهذا يتطلب إصدار التشريعات الخاصة بمواثيق شرف المهنة وأن تسعى أهداف التربية الإعلامية من خلال مجموعة من المعايير الأكاديمية التي تقوم على الأخلاقيات السامية, واحترام النظم الاجتماعية, والابتعاد عن السلوكيات غير المقبولة دينياً وإنسانياً واجتماعياً؛ لتعزيز القدرة على الارتقاء بمستوى الذوق العام, مع الابتعاد عن المحتوى الهابط. 

خامساً: أهداف التربية الإعلامية :

إن التربية الإعلامية مجال حديث للدراسة يركز على تطبيق المعرفة، ويهتم  بتوجيه الجمهور لفهم وتحليل الرسالة الإعلامية وأيضًا أفضل طرق الاستخدام والتأثير في وسائل الإعلام ([26]).

وتتعدد أهداف التربية الإعلامية نتيجة لتنوع معاييرها ونظرياتها وارتباطها بمفاهيم أُخرى: كالوعي الإعلامي, والثقافة الإعلامية وتركيزها على المضامين والمعلومات التي يتلقاها طلاب الجامعات؛ إلا أنها تجتمع في ضرورة إكساب الجمهور المتلقي الفهم الناقد, والتحليل, والاستنتاج, والاختيار لكل ما يتفق مع مبادئ الفرد وقيمه, والاستبعاد لكل ما يُخالف ذلك, سواء على المستوى المسموع, أو المقروء, أو المكتوب, أو المرئي.

فلقد بدأت التربية الإعلامية بهدف أساسي يتمثل في حماية المواطنين من الآثار السلبية للرسائل الإعلامية, وتطور هذا الهدف عندما أصبحت وسائل الاتصال الجماهيرية جزءاً من الثقافة اليومية للفرد، فاتسعت أهداف التربية الإعلامية؛ لتشمل تحويل الجمهور من الاستهلاك السلبي لوسائل الإعلام وفهم دورها في بناء وجهات النظر تجاه الواقع الذي يعيشه([27])، أي تمكن الفرد؛ ليكون ناقداً يتحكم بتفسير ما يتلقاه, وهو مايعرف ب (نموذج المتلقي النشط) (Critical autonomy) ([28]).

ويرى الباحث أن تلقي طلاب الجامعات لمضامين الوسائل الإعلامية, يعني لهم أشياء متعددة, فقد يقرأ طالبٌ الصفحة الرياضية ليتعرف على أخبار النجوم والمشاهير ولكن قد يقرأها آخر لقضاء وقت فراغ, فطلاب الجامعات يطوعون الوسائل تبعا لاحتياجاتهم ورغباتهم, وبذلك يصبح طالب الجامعة الواعي جزء لا يتجزأ من عملية الاتصال.

وفي ضوء ما سبق يشير البحث الحالي إلى أن استقبال الطلاب للمضامين المختلفة يُحدِثُ اندماجاً قوياً يؤدي إلى تقوية مستويات الإدراك والشعور والسلوك عند حصولهم على معلومات وأخبار يستطيعون تقييمها ويتأثرون بها. كما يشير إلى اتجاهات التربية الإعلامية، ووسائلها، ودوافعها، ويمكن إيجاز أهمها فيما يلي :

  1. حماية النشء والشباب من التأثيرات السلبية لوسائل الإعلام ومضامينها المختلفة خاصة لما نعيشه في زمن العولمة وعصر السماوات المفتوحة.
  2. تنمية مهارات التفكير الناقد والمشاهدة الواعية.
  3. إكساب طلاب الجامعات المبادئ الأساسية لتحليل وتفسير ونقد كل ما يُقدم من مضامين إعلامية ذات أهداف مقصودة وغير مقصودة.
  4. مساعدة الطلاب على التعبير عن آرائهم بحرية .
  5. دعم الهوية الثقافية والمحافظة عليها.
  6. إمداد طلاب الجامعات بالمعلومات والمعارف لفهم الأيدولوجيات الخاصة بوسائل الإعلام التي تسعى لتحقيقها.
  7. تزيدهم بالخبرات اللازمة لمساعدتهم على الاستخدام الأمثل لوسائل تكنولوجيا الاتصال ومواكبة التطورات المستمرة بل والسريعة في المجتمع المعلوماتي المُحيط بنا.
  8.  تحقيق التمسك بالعقيدة والقيم الدينية عند التقييم والحكم على صلاحية المضامين   الإعلامية.
  9.  تحقيق الاتصال الفعال بين كافة طوائف المجتمع ووسائل الإعلام.
  10. تزويدهم بالثقافة الإعلامية الهادفة لحصر ونقد ما يُشاهدون ويتلقون.
  11. تكوين جيل قوي منتج ومبدع يُساهم في تنمية بلاده، وعلى وعيٍ بمصالحها.

سادساً: أهمية التربية الإعلامية :

تتمثل أهمية التربية الإعلامية في سببين أساسيين وهما ([29]):

  1. لأنها واعدة وتحمل أملاً للأطفال والمراهقين والشباب بصفة خاصة ولأفراد المجتمع بصفة عامة بتوعيتهم وتحصينهم ضد التأثيرات الضارة لوسائل الإعلام.
  2. لأن هناك إتفاقاً على أهميتها فهي ليست قضية خلافية بل تؤيدها مؤسسات وسائل الإعلام كما يؤيدها مناصروا الصحة العامة.

ويُحدد البحث الحالي أهمية التربية الإعلامية في النقاط الآتية:

  1. بث وسائل الإعلام مضامين غير هادفة لها أيدولوجيات خاصة لا تخدم مصالح النشء والشباب, قد يؤثر سلباً على معتقداتهم وخلفياتهم المعرفية والثقافية, مما يستلزم وجود التربية الإعلامية.
  2. في ظل التطور الهائل والزخم الإعلامي لكل وسائل الإعلام بأنواعها المتباينة وأيضاً لوسائل تكنولوجيا الاتصال والوسائط التقنية في المجتمع المعلوماتي؛ أصبحت الحاجة ضرورة ملحة لوجود درع واقي يحمي الأطفال والنشئ والشباب من التلوث الإعلامي المُقدم ألا وهو (التربية الإعلامية).
  3. أيضاً في ظل التراكم القوي والمؤثر للمضامين الإعلامية وكل الرسائل المُقدمة أصبح من الضروري وجود التربية الإعلامية للتخلص من تلك الشوائب الضارة الهدامة.
  4. التربية الإعلامية وسيلة هادفة لتحقيق الاتصال الفعال بين كل الأطراف ( الشباب – الوسائل – المضامين) لتحقيق الفهم الواعي والإدراك السليم.
  5. التربية الإعلامية كالمؤسسات التربوية تُعَلِمْ لنقرأ وتُعَلِمْ لنراقب وتُعَلِمْ لنستمع بحرص وحذر.
  6. نحتاج للتربية الإعلامية لأنها تُنمي لدى النشء والشباب التفكير الناقد والإبداع للتعرف على شخصياتهم المختلفة واستكشاف ما بداخلها.
  7. بالغة الأهمية لأنها تُمد الشباب بالمهارات والخبرات اللازمة لاتخاذ قرارات هامة في حياتهم للاستفادة منها في الحاضر ويعبروا بها إلى المستقبل.  

سابعاً:أهمية تنمية الوعي بالتربية الإعلامية لدى طلاب الجامعة :

      تَكْمُنُ أهمية الوعي بالتربية الإعلامية لدى الشباب الجامعي في بلوغ الحد الأدنى من المهارات والمواقف (ليس مهارات مهنية احترافية) اللازمة؛ لتفسير موجة الصور والمحتوى الإعلامي البصري سمعي, الذي أصبح يشكل جزءاً أساسياً من الحياة اليومية. وأيضاً, يرتبط الوعي بالتربية الإعلامية بمعرفة وتقييم المحتوى والرسائل الإعلامية وفهم التأثيرات الإعلامية على المستويين العملي ومتعدد الأنظمة (السياسة والأدب والاجتماع والفن وغيرها), وتشجيع المشاركة النشطة في صنع المحتوى الإعلامي للطلاب بدلاً من مجرد الاكتفاء بالمتابعة ([30]), بل الفهم الواعي والإدراك السليم لما يُبث ولحرية التعامل معه.

    ويشير العديد من الباحثين إلى المكانة المرتفعة للتربية الإعلامية إلى درجة اعتقاد البعض بأنها باتت من المهارات الحياتية الأساسية, وأن لها القدرة على تمكين الشباب([31]) من التصرف في الأمور، وأيضاً يُعتقد أن التربية الإعلامية عنصر حيوي في التربية الديمقراطية.

     وأشار تاينر (2012) إلى أن التربية الإعلامية تنمي قدرات التفكير الناقد العليا لطلاب الجامعات. ولقد أصبحت التربية الإعلامية خلال السنوات الأخيرة بمثابة حركة عالمية قائمة على الليبرالية واحترام خيارات الطلاب([32]).

    وتهدف تنمية الوعي بالتربية الإعلامية إلى غرس فهم الدور الذي تلعبه في المجتمع والعالم لدى الطلاب, والقدرة على دعم الاتصال الفعال على المستويين المحلي والعالمي. وتتكون عملية تنمية الوعي بالتربية الإعلامية من مستويين أحدهما نظري والآخر عملي. ففي المستوى النظري: يكتسب الطلاب المعرفة حول نظريات الاتصال الاجتماعي والاتصال الجماهيري والاتصال متعدد الثقافات والإعلام. أما على المستوى العملي: يتم تنمية الوعي بالتربية الإعلامية من خلال مهارات جمع وتنظيم المعلومات, والتفكير الناقد والمرونة في فهم المعلومات, ومهارات الكتابة الفعالة, ومهارات التحدث والإنصات النشط, وكفاءة الاتصال الاجتماعي والثقافي, والتثقيف الإعلامي([33]).

  ويهتم مجال التربية الإعلامية باستخدام الإعلام وفهم التأثيرات الإعلامية وما يجب تدريسه حول الإعلام والخيارات الإعلامية ([34]).

    وتزود التربية الإعلامية الطلاب بالوعي الإعلامي الكافي للتمييز والحكم على مصداقية الأخبار المستهلكة من الإعلام ([35]).

    ويرتبط الوعي بالتربية الإعلامية باكتساب المعرفة حول الدور الذي يلعبه الإعلام في المجتمع, ومعرفة تفسير المحتوى الإعلامي, والقدرة على التقييم والاستنتاج حول الاستخدام الاستراتيجي للإعلام في تعزيز مكانة الطالب داخل المجتمع ([36]).

وقد أوضح واي وشين (2015) أن عملية تنمية الوعي بالتربية الإعلامية تقوم على ثلاثة ركائز هي([37]): 

  1. الاستفادة النشطة من التربية الإعلامية.
  2. القدرة على التقييم الواعي لإمكانيات ومخاطر الإعلام.
  3. الانتباه لتأثير التربية الإعلامية على العقل والسلوك. 

    ويضيف سيم Sim,j.c. (2013) أن أهمية تنمية الوعي بالتربية الإعلامية تكمن في دعم اكتساب طلاب الجامعات للمهارات والخبرات التي يحتاجونها لفهم آلية الإعلام وإدراكهم وتهيئتهم للمشاركة الإعلامية في ضوء أخلاقيات المجتمع وضوابطه([38]).

     ومن بين المبررات الأخرى لأهمية تنمية الوعي بالتربية الإعلامية كما حددها ورسنوب (2009) النسبة المتزايدة للاستهلاك الإعلامي في المجتمع، ونمو صناعة الإعلام وطفرة المعلومات والتكنولوجيا ، والأهمية المتزايدة للاتصال المرئي([39]).

    وتشهد معظم المجتمعات تنافساً بين النظامين التربوي والإعلامي نتج عنه تناقض وتعارض في عقول الطلاب وطرق تفكيرهم. فالنظام التربوي يقوم على الـقيم الـموجودة في الـمواد الدراسية وعلى التنافس في التحصيل والإنجاز المتمثل في التعلم الــذاتي وتــفرد التعليم على الجانب الآخر, بينما يعتمد النظام الإعلامي على الاتصال الجماهيري الذي يهتم بالجـــديــد دون التركــــيز على تخصص بعينه, وهو ما أدى إلى ظهور التناقض بين النظامين ([40]).

    يركز الوعي بالتربية الإعلامية على التعريف بالإعلام، وأنواع وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية، ودور الإعلام وتأثيراته على الحياة اليومية، وفاعلية الرسالة الإعلامية (الصوت والصورة)، وبمن يتحكم بالإعلام، وما هو دور الطالب كمتلقي للوسائل والرسائل الإعلامية. ومن خلال الوعي بالتربية الإعلامية, يتعلم الطلاب التمييز بين الحقيقة والرأي، وتحليل المعلومات وتصنيفها، والربط بينها وبين الواقع، والبحث والاستقصاء، والتعرف على عناصر الرسالة الإعلامية، وتكوينها ([41]).

  ويرى البحث الحالي أن عملية تنمية الوعي بالتربية الإعلامية لدى طلاب الجامعات تتمحور في  النقاط الآتية:

  • أولاً: تأكيد التربية الإعلامية على أهمية معرفة طلاب الجامعات للمحتوى الإعلامي والرسائل الإعلامية وتقييمها بأساليب علمية.
  • ثانياً: تركيز التربية الإعلامية على مبدأ التعاون بين الطلاب في المجتمع, للمشاركة فيما بينهم لإبداء آرائهم فيما  يُقدم.
  • ثالثاً: تعتمد عملية تنمية الوعي بالتربية الإعلامية لدى طلاب الجامعات على التفكير الناقد والتأمل فيما يُبث من مواد إعلامية إيجابية وسلبية لفهمها.
  • رابعاً: يتضح الوعي بالتربية الإعلامية في إلزام وسائل الإعلام بمواثيق الشرف الإعلامي وأخلاقيات المهنة لنهج المصداقية والأمانة فيما تُقدمه لمُساعدة هؤلاء الشباب على التمسك بحاضرهم لمواجهة تحديات المستقبل والتغلب عليها.
  • خامساً: تتركز أهمية تنمية الوعي بالتربية الإعلامية في تعزيز لغة الحوار والمشاركة الفعّالة بينهم وبين وسائل الإعلام من أجل إكسابهم الحلول والمقترحات لدعم وجهات النظر المختلفة.
  • سادساً: تتمحور هذه العملية حول تشكيل الوعي الهادف من خلال فهم الشباب وإدراكهم لمتطلباتهم ورغباتهم وربطها بالمضامين المُقدمة.
  •       وفي ضوء ما سبق يؤكد البحث الحالي على أن التربية الإعلامية نظامٌ متكامل يتكون من وسيلة إعلامية تُقدم مضموناً له تأثير إيجابيٌ أو سلبيٌ على طلاب الجامعات ضمن محتوى إعلامي يلتزم معرفتهم بإستراتيجيات ومهارات الفهم والتحليل والإدراك والنقد والإبداع, وهذا ماتنميه التربية الإعلامية؛ ليُمدهم برؤية لواقعهم وثقافتهم في إطار عملية أساسية ألا وهي الاتصال بالجماهير.

 ثامناً: المعايير الأكاديمية أهميتها, والحاجة إليها:

      تعد المعايير قوة دافعة جديدة نحو إصلاح واقع المؤسسات التعليمية؛ لذا أصبح المعيار آلية تمكن من تحسين الأداء وتقييمه في ذات الوقت، كما أصبحت المعايير تمثل مدخل حقيقي؛ لتحقيق جودة التعليم في مؤسسة ما، حيث تمثل أحد الأدوات المستخدمة للإجابة عن التساؤل: كيف تقف المؤسسات التعليمية على مستويات إنجازها للمهام والأهداف التى تسعي إليها؟.

*  مفهوم المعايير الأكاديمية  :

لقد تعددت التعريفات التى تناولت المعيار لدى الباحثين والمهتمين، فيرى فؤاد العاجز أنه "محكات أو توجهات موضوعية علمية مقننة يتم من خلالها الحكم على مستويات الأداء وتقويم مدى الإنجاز في تحقيق الأهداف المطلوبة"([42]).ووفقاً لهذا المفهوم فهو مقياس للحكم ولضبط الأداء من أجل تحقيق ما ننشد إليه.

وتعرف (نيللي السيد عاشور،2013) المعيار بأنه "مواصفات عالمية للمقارنة تستعمل في وضع الأهداف وتقييم الإنجاز، كما تتمثل في المستويات الحالية للإنجاز في المؤسسة، أو مستويات تضعها إحدى الجهات الخارجية، أو مستويات إنجاز في مؤسسة أخرى يتم اختيارها للمقارنة، وتأخذ هذه المستويات صفة العالمية لأنها تميز الممارسات التربوية المشتركة والبارزة في دول العالم المعاصر، مع التركيز بصفة رئيسة على الدول الكبرى التى تحظي بنفوذ عالمي كبير"([43]).

إن المعايير التربوية خطوط مرشدة، أو موجهات لوضع مستوى لجودة المحتوى التعليمي، وأيضاً للحصول على توقعات عالية الجودة للمخرجات التعليمية من خلال ذلك المحتوى، وذلك بوضع أهداف معرفية يمكن أن تصل إلى التلميذ في مراحل معينة، وتكون هي السبيل إلى جودة التعليم، كما أنها يمكن أن تقدم الأساس لبناء المنهج، وذلك بإعتبارها أدوات مرشدة للمعلمين في جميع المادة التعليمية الخام وتصميم المنهج والارتقاء بجودة العملية التعليمية، وتعمل المعايير كدليل للمعلمين والقيادات التربوية وصانعي القرارات لتستخدم في تحسين وتجويد العملية التعليمية داخل المدرسة، كما أنها تعزز الأطر المنهجية والتقويم المستمر والأداء المدرسي([44]).

 

    ويتفق البحث الحالي مع هذا المفهوم في أهمية المعايير الأكاديمية التربوية لضبط العملية التعليمية نظرياً وتطبيقياً وفي إعداد المقررات الدراسية ومعاونة المعلمين في جمع المادة العلمية ولملائمتها للفروق الفردية بين الطلاب, وهذا يوضح أن العلاقة وثيقة الارتباط بين المعايير الأكاديمية والتربية, وهذا مقصد من مقاصد التربية الإعلامية أيضاً.

 

      وفي ضوء ما سبق يمكن للباحث أن يُعرف المعايير الأكاديمية تعريفاً إجرائياً بأنها)عبارات تقريرية قياسية تستهدف الوصف المحدد لما ينبغي أن تتضمنه التربية الإعلامية من أهداف وخبرات ومهارات, وما يلزم ذلك من متطلبات يتضح من خلالها مستوى الوعي والنجاح والجودة فيما تم من إنجاز) .

                                             

*  نشأة المعايير :

ارتبطت حركة المعايير بحركتين أخريين كبيرتين هما الجودة الشاملة، والاعتماد التربوي، وشكلت الحركات الثلاث فكراً تربوياً مترابطاً ثلاثي الأبعاد خلال حقبة التسعينات من القرن العشرين، حتى أصبحت المعايير هي المدخل الحقيقي إلى تحقيق جودة التعليم في مؤسسة ما، وأصبح الاعتماد هو الشهادة بأن المؤسسة التعليمية قد حققت معايير الجودة المعلنة، وارتبطت العناصر الثلاثة ارتباطاً بحيث أصبح لايمكن الفصل بينهما([45]).

ولعل من أهم أسباب ظهور حركة المعايير في الولايات المتحدة الأمريكية نشر تقرير "أمة في خطر" عام 1983م، والذي أعده الرئيس الأمريكي رونالد ريجان (Ronald Reagan) بخصوص اللجنة الوطنية للتميز التربوي والذي كشف عن الضعف الذي أصاب القاعدة التعليمية ( العملية التعليمية الأمريكية الحديثة) في هذا الوقت،وكان فحوى هذا التقرير ما يلي: ("لقد تضآلت الأسس التعليمية الحالية في مجتمعنا عن طريق الموجة المتصاعدة من الوسطية التي تُهدد مستقبلنا بصورة كبيرة كأمة وشعب وحكومة." "وإذا حاولت قوة أجنبية معادية أن تفرض على أمريكا أداءً تعليميًّا متوسطًا مثلما هو موجود اليوم، فينظر إليها على أنها حرب")([46])

وهناك العديد من مستويات المعايير الأكاديمية ومن أهمها مايلي:

  • المعايير القومية للتربية العلمية (National Science Education Standards) (NESE) التى أقرتها الأكاديمية القومية للعلوم (NAS) بالولايات المتحدة الأمريكية.
  • المعايير التى أقرتها الجمعية القومية لمعلمي العلوم (NSTAS) National Science Teachers Association Standards بالولايات المتحدة الأمريكية.
  • معايير المحتوى لولاية كاليفورنيا (CSCS) California State Content Standards بالولايات المتحدة الأمريكية.
  • نموذج وسكنسون للمعايير الدراسية للعلوم (WMASS) Wisconsin Model Academic Standards for Science بالولايات المتحدة الأمريكية.

   ويؤكد البحث الحالي أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين التربية الإعلامية والمعايير الأكاديمية المطبقة من قبل وزارة التربية والتعليم في مصر: في أن المدرسة هي المؤسسة العلمية الأولى والمربية للطلاب، والتي ينبغي فيها إكسابهم العلوم والمعارف والعادات والقيم الصحيحة؛ لتزويدهم بخلفية ثقافية ومعلوماتية؛ لمواجهة التحديات المستقبلية والتغلب عليها, وأيضاً على مواردها البشرية من مُعلمين ومُشرفين ومُرشدين باعتبارهم النواة الأولى للعمل التربوي؛ لمُساعدة الطلاب وإعطائهم الخبرات الأساسية؛ لتكوين جيل قوي مُنتج مُفكر ومُبدع؛ لتحقيق الأهداف المنشودة وهذا ما تطمح إليه الجودة الشاملة.

وفي ضوء أهمية المعايير السابقة تجدر إشارة البحث الحالي إلى:

  • تحسين مستوى تقديم المحتويات الإعلامية بمضامينها المتباينة لتطوير العملية التربوية وربطها بواقع طلاب الجامعات، وحياتهم المعاصرة .
  • محاولة قيام المؤسسات الإعلامية بتطبيق المعايير الأكاديمية على محتوياتها وفروعها حتى تضمن جودة المصادر في حصولها على معلوماتها وهذا ما تنشده التربية الإعلامية في معاييرها.
  • تأكيد مبدأ المنافسة بين المؤسسات الإعلامية في جودة ما تقدمه من رسائل الإعلامية ؛ لتحقيق التميز والتسابق في خدمة الطلاب كجمهور متلقٍ .

*  المعايير الأكاديمية للتربية الإعلامية :

وصف تومان وجولز (2014) ثلاثة أهداف من تطوير المعايير الأكاديمية للتربية الإعلامية, كما يلي([47]):

  1. الوعي بأهمية اختيار الوسائل الإعلامية.
  2. اكتساب المهارات الأساسية للمتابعة الناقدة لوسائل الإعلام.
  3. استكشاف القضايا الأعمق.. الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية حول الإعلام.

ويمكن تقسيم المعايير الأكاديمية للتربية الإعلامية على النحو التالي([48]) :

المعيار الأول: الملاحظة والتعلم حول الإعلام:

يشمل المعيار تحليل وتفسير وصياغة المعنى من وسائل الإعلام ونقد المضامين الإعلامية بطريقة ناقدة باستخدام الحوار الشفهي والتحريري.

 

المعيار الثاني: التبصر والنقد بهدف التقييم:

يقوم المعيار على أساس استخدام معايير معينة في مناقشة وتقييم المحتوى الإعلامي. يتم بموجب هذا المعيار التأكيد على التفكير الناقد من خلال تجميع وتقييم وتحليل المعلومات.

 

المعيار الثالث: الابتكار والاستكشاف:

يعمل المعيار على تطوير وبناء إتقان مُلائم للمهارات والفنيات باستخدام التقنيات التقليدية والجديدة, وفهم الخصائص والسمات التعبيرية للمحتوى الإعلامي. ويشمل المعيار تحديد وتفسير وتوكيد أن العملية الابتكارية تقوم على نمو الأفكار من خلال عملية الاستفسار والاستكشاف والبحث.

المعيار الرابع: الارتباط والاتصال بالتحويل:

ويقوم هذا المعيار على تفسير ومقارنة وتبرير أن الرسائل الإعلامية ترتبط بالأنظمة الأخرى والأنشطة الاجتماعية وغيرها من الأنشطة الأخرى.

 وفي ضوء ما سبق عرضه يقدم البحث الحالي إطاراً عاماً لما ينبغي أن تكون عليه المعايير الأكاديمية للتربية الإعلامية كنموذج يتفق مع الطبيعة المصرية وخصائص طلاب الجامعة على النحو التالي :

1) معرفة طلاب الجامعات بأهمية الوسائل الإعلامية وتأثيرها الواضح في حياتنا المُعاصرة.

2) الفهم الواعي في استخدام أنسب هذه الوسائل استخداماً آمناً شكلاً  ومضموناً.

 3) قدرة الطلاب على تحليل وتفسير المضامين الإعلامية.

4) المشاركة الفاعلة لطلاب الجامعات في ابتكار وانتاج محتويات إعلامية جديدة.

5) التواصل الإعلامي بين طلاب الجامعات بروح الفريق الباحث عن الارتقاء بالذوق العام.

6) اتفاق مضمون المادة الإعلامية مع القيم والعادات والسلوكيات الأخلاقية لديننا الحنيف.

7) توفير المحتوى المناسب مع ثراء موضوعاته من المعارف والمعلومات والقيم والاتجاهات

     والمهارات والخبرات اللازمة للتربية الإعلامية.

8) الإفادة من المشروعات العالمية وتجارب الدول وخبراتها المناسبة في مجال التربية الإعلامية.

9) التنوع في المحتوى الإعلامي ضرورة حتمية لتناسب الميول والاهتمامات المختلفة لجمهور المتلقين.

10) مصداقية الوسيلة في تقديم موادها الإعلامية في ضوء ميثاق شرف المهنة.

11) قدرة الطالب على تقييم أداء الوسيلة ومن ثم جودة الانتقاء والاختيار للمسموع أو المقروء أو المُشاهد.

     ويؤكد البحث الحالي على أن الإعلام والتربية هما جناحا المجتمع الذي يحلق بهما في فضاءالعلم والمعرفة والسماوات المفتوحة؛ ليصل بنا إلى ما يُسمى "بالتربية الإعلامية"، حيث لايقتصر الأمر فقط على الوعي بمضامين وسائل الإعلام بأنواعها المختلفة، بل يتعدى هذا أيضاً إلى تعزيز قدرات طلاب الجامعات لفهم وتحليل ما تقدمه وسائل الاتصالات التكنولوجية الحديثة والوسائط المتعددة في المجتمع المعلوماتي.

   ويوصي البحث الحالي بأهمية دراسة مستوى وعي طلاب الجامعة بالتربية الإعلامية في ضوء المعايير الأكاديمية المناسبة, مع استبيان آراء أعضاء هيئة التدريس بكليات التربية والتربية النوعية والإعلام, ومن ثم يمكن تقديم برنامج متكامل لمقرر التربية الإعلامية, ويكون مناسباً لطلاب الإعلام التربوي بصفة خاصة ولطلاب الجامعات بصفة عامة.

المراجع

  1. أحمد جمال حسن: التربية الإعلامية نحو مضامين مواقع الشبكات الاجتماعية: نموذج مقترح لتنمية المسئولية الإجتماعية لدى طلاب الجامعة، دراسة تحليلية: رسالة ماجستير،جامعة المنيا: كلية التربية النوعية، 2015.
  2. أ. ف بتروفسكى، م. ج. ياروشفسكى، ترجمة: حمدى عبد الجواد، عبد السلام رضوان، معجم علم النفس المعاصر، القاهرة: دار العالم الجديد، 1996.
  3. حاتم يوسف أبو زايدة: فعالية برنامج بالوسائط المتعددة لتنمية المفاهيم والوعي الصحي في العلوم لدى طلبة الصف السادس الأساسي، دراسة تطبيقية, رسالة ماجستير، الجامعة الإسلامية بغزة : كلية التربية، 2006.
  4. حسن الببلاوي وآخرون: الجودة الشاملة في التعليم بين مؤشرات التميز ومعايير الاعتماد، عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع، 2006.
  5. راشد بن حسين العبد الكريم: المناهج الدراسية وتنمية ملكات النقد لوسائل الإعلام، ورقة عمل مقدمة للمؤتمر التربية الإعلامية، الرياض، 2007.
  6. ربا أبو كميل: مستوى الوعي بمفاهیم الصحة الإنجابیة لدى طلبة المرحلة الأساسیة العلیا في غزة، دراسة تطبيقية, رسالة ماجستیر، الجامعة الإسلامیة بغزة: كلية التربية، 2011.
  7. عبد الكريم بكار: تجديد الوعي، دمشق: دار القلم، 20000.
  8. فؤاد العاجز: "السمات الشخصية والأكاديمية لأعضاء هيئة التدريس في ضوء معايير الأعتماد وضمان الجودة للتعليم العالي في كليات التربية بالجامعات الفلسطينية"، مجلة الجودة في التعليم العالي، العدد1، المجلد2، السنة2، 2006.
  9. محمد عبد الحميد، أمال سعد المتولي: الإعلام المدرسي: الصحافة والإذاعة المدرسية، طنطا: دار مكتبة الإسراء، 2003.
  10.  نائلة نجيب: "تقويم محتوى كتب الرياضيات للمرحلة الأساسية العليا في ضوء نظرية برونر"، المؤتمر الأول لكلية التربية بعنوان التجربة الفلسطينية في إعداد المناهج: الواقع والتطلعات، جامعة الأقصي غزة، 2006.
  11.  نيللي السيد عاشور: الجودة والاعتماد الأكاديمي في ضوء الاتجاهات العالمية الحديثة، الرياض: دار الزهراء،2013.
  12. هالة حميد عياد: فاعلية برنامج مقترح لتنمية الوعي ببعض القضايا البيوأخلاقية لدى طالبات العلوم بكلية التربية بالجامعة الإسلامية، دراسة تجريبية, رسالة ماجستير، الجامعة الإسلامية بغزة : كلية التربية، 2013.
  13. وليد فرج الله: التربية المائية ومناهج الدراسات الاجتماعية، القاهرة: العلم والايمان للنشر والتوزيع، ط2، 2010.

(14) Baranov, O. (2012). Media Education in School and University. (in Russian).Tver: Tver State University.                                          

(15)  Berger, R., & McDougall, J. (2014). Media studies 2.0: A retrospective. Media    Education Research Journal.                                                                  

(16)  Bucht, C. (2014). Media Education Development Among Youth According to New Media Proceedings: A Pilot Study. Children, Youth& Media in the World; 3 (11).

(17)  Cappello, G., Felini, D., & Hobbs, R. (2013). Reflections on global developments in media literacy education: Bridging theory and practice. Journal of Media Literacy Education, 3(2).

(18)  Center for media Literacy(2016). Importance of media literacy, available at: http://www.medialit.org/reading_room/article27.htm. Retrieved:20/4/2016.

(19) Greenaway, P. (2015). Media and Arts Education: A Global View from Australia. In: Kubey, R. (Ed.) Media Literacy in the Information Age. New Brunswick and London: Transaction Publishers.

(20)  Hart , A. (2014). Media Education in 21st Century: A Comparative Study of Teaching Educational Media in European Contexts in Terms of Academic Standards. PhD Thesis, University of Southampton, U.K.

(21)  Hobbs, R., & Jensen, A. (2015). The past, present, and future of media literacy education. Journal of Media Literacy Education.

(22) https://ar.wikipedia.org/wiki/ 12/11/2015

(23) http://daharchives.alhayat.com/issue_archive/Hayat%20KSA/2008/3/17/    

(24) Jose M, Brown, (2008). Media Literacy, New Conceptualization, New Approach, Empowerment Through Media Education, An Intercultural Dialogue, Ulla Carlson, Samy Tayie, Genevieve Jacquinot, published by: the international Clearinghouse on children, Youth& Media, Sweden.

(25)  Kubey, R. (2014). Obstacles to the Development of Media Education in the U.S. Journal of Communication, 48(1).

(26)  Lee, A. Y. L. & Mok, E. (2014). Media education in postcolonial Hong Kong: Cultivating critical young minds. In A. Nowak, S. Abel & K. Ross (Eds.), Rethinking media education: Critical pedagogy and identity politics. Cresskill, NJ: Hampton Press.

(27)  Imaizumi, K. S.,& Seiji, W. (2014). Academic Standards of Media Education in Japanese Faculties: Present and Future, Japan Prize International Educational Research Journal; 11 (2).

(28) Lusted, D. (2010). Introduction. In D. Lusted (Ed.), The media studies book: A guide for teachers (pp.1-11). London: Comedia Book.

(29)   Masterman, L. (2015). A distinctive mode of enquiry: Towards critical autonomy. In M. Alvarado & O. B. Barrett (Eds.), Media education: An introduction  London: British Film Institute.                                                                                                  

(30) McBrien, J. L. (2013). New Texts, New Tools: An Argument For Media  Literacy. Educational Leadership, 57(2) .

(31) Rother, L. (2012). Media Literacy and At-Risk Students: A Canadian Perspective.Telemedium, The Journal of Media Literacy; 48 (2).

(32)  Schwarz, G. (2013). Overview: What is media literacy, who cares, and why? In G. Schwarz & P. Brown (Eds.), Media literacy: transforming curriculum and teaching (pp. 5-17). Malden, MA: Blackwell Publishing.

(33)  Selwyn, N. (2013) .Exploring the ‘digital disconnect’ between net-savvy students and their schools, Learning, Media and Technology, 31(1) .

(34)  Share, J. (2013). Media literacy is elementary: Teaching youth to critically read and create media. New York, NY: Peter Lang.

(35)  Sharikov, A., Cherkashin, E. (2010). Experimental Curricula for Media Education. (in Russian). Moscow: Russian Pedagogical Academy.

(36)  Silveblatt.A. (2001). Media literacy: Keys to interpreting media messages (2ne ed) Westport, CT: praeger .

(37) Sim, J.C. (2013). Mass Media Education in the U.S.A. In: Media Studies in Education. Paris: UNESCO .

(38) Smet, P. (2013). Media Education: A Qualitative Study of Media Education Awareness Among Youths of Moscow University in Terms of National Academic Standards. Institute voor Samenleving & Technologies (IST): Vlaams.

(39)  Tayie, Genevieve Jacquinot, published by: the international Clearinghouse on children, Youth& Media, Sweden.

(40) Thoman, E., and T. Jolls. (2014). Media Literacy—A National Priority For A Changing World. American Behavioral Scientist 48 (1).

(41) Tsang, S. S. (2013). 21st century skills learning: Creative information education project. Hong Kong: Shak Chung Shan Memorial Catholic Primary School.

(42) Tyner, K. (2012). The Media Education Elephant. Paper presented at the UNESCO conference on media education, London and Paris.

(43)  wikipedia(2016). Media Literacy, available at: www.en.wikipedia.org/wiki/media_literacy. Retrieved: 21/4/2016.

(44)  Worsnop, C. (2009). Screening Images: Ideas for Media Education. Second Edition. Mississauga: Wright Communication.

(45)  Wu, S., & Chen, S. (2015). Media literacy education. Taipei, Taiwan: Chiuliu.

 

 

 

 

 

 

 


(1) Baranov, O. (2012). Media Education in School and University. (in Russian).Tver: Tver State University, P. 87.

(2) عبد الكريم بكار: تجديد الوعي، دمشق: دار القلم، 20000، ص9.

(3)أ. ف بتروفسكى، م. ج. ياروشفسكى، ترجمة: حمدى عبد الجواد، عبد السلام رضوان، معجم علم النفس المعاصر، القاهرة: دار العالم الجديد، 1996، ص ص 60-61.

([4]) وليد فرج الله: التربية المائية ومناهج الدراسات الاجتماعية، القاهرة: العلم والايمان للنشر والتوزيع، ط2، 2010، ص110.

([5]) ربا أبو كميل: مستوى الوعي بمفاهیم الصحة الإنجابیة لدى طلبة المرحلة الأساسیة العلیا في غزة، دراسة تطبيقية, رسالة ماجستیر، الجامعة الإسلامیة بغزة: كلية التربية، 2011، ص9.

([6]) هالة حميد عياد: فاعلية برنامج مقترح لتنمية الوعي ببعض القضايا البيوأخلاقية لدى طالبات العلوم بكلية التربية بالجامعة الإسلامية، دراسة تجريبية, رسالة ماجستير، الجامعة الإسلامية بغزة : كلية التربية، 2013، ص29.

([7]) حاتم يوسف أبو زايدة: فعالية برنامج بالوسائط المتعددة لتنمية المفاهيم والوعي الصحي في العلوم لدى طلبة الصف السادس الأساسي، دراسة تطبيقية, رسالة ماجستير، الجامعة الإسلامية بغزة : كلية التربية، 2006، ص32.

([8]) Schwarz, G. (2013). Overview: What is media literacy, who cares, and why? In G. Schwarz & P. Brown (Eds.), Media literacy: transforming curriculum and teaching (pp. 5-17). Malden, MA: Blackwell Publishing.

([9]) Smet, P. (2013). Media Education: A Qualitative Study of Media Education Awareness Among Youths of Moscow University in Terms of National Academic Standards. Institute voor Samenleving & Technologies (IST): Vlaams, p. 1-41

([10]) راشد بن حسين العبد الكريم: المناهج الدراسية وتنمية ملكات النقد لوسائل الإعلام، ورقة عمل مقدمة للمؤتمر التربية الإعلامية، الرياض، 2007، ص3.

([11]( Silveblatt.A. (2001). Media literacy: Keys to interpreting media messages (2ne ed) Westport, CT: praeger, p.8.

([12]) محمد عبد الحميد، أمال سعد المتولي: الإعلام المدرسي: الصحافة والإذاعة المدرسية، طنطا: دار مكتبة الإسراء، 2003، ص ص21-32.

([13]( Jose M, Brown, (2008). Media Literacy, New Conceptualization, New Approach, Empowerment Through Media Education, An Intercultural Dialogue, Ulla Carlson, Samy Tayie, Genevieve Jacquinot, published by: the international Clearinghouse on children, Youth& Media, Sweden, P.103.

([14]) Share, J. (2013). Media literacy is elementary: Teaching youth to critically read and create media. New York, NY: Peter Lang, P. 119.

([15]) Kubey, R. (2014). Obstacles to the Development of Media Education in the U.S. Journal of Communication, 48(1). p.58,

([16]) Greenaway, P. (2015). Media and Arts Education: A Global View from Australia. In: Kubey, R. (Ed.) Media Literacy in the Information Age. New Brunswick and London: Transaction Publishers, pp.187-198.

([17]) أحمد جمال حسن: التربية الإعلامية نحو مضامين مواقع الشبكات الاجتماعية: نموذج مقترح لتنمية المسئولية الإجتماعية لدى طلاب الجامعة، دراسة تحليلية: رسالة ماجستير،جامعة المنيا: كلية التربية النوعية، 2015.

([18]) Bucht, C. (2014). Media Education Development Among Youth According to New Media Proceedings: A Pilot Study. Children, Youth& Media in the World; 3 (11), p. 1-13.

([19]) Lusted, D. (2010). Introduction. In D. Lusted (Ed.), The media studies book: A guide for teachers (pp.1-11). London: Comedia Book.

([20]) Cappello, G., Felini, D., & Hobbs, R. (2013). Reflections on global developments in media literacy education: Bridging theory and practice. Journal of Media Literacy Education, 3(2), p. 66-73.

([21]) Masterman, L. (2015). A distinctive mode of enquiry: Towards critical autonomy. In M. Alvarado & O. B. Barrett (Eds.), Media education: An introduction (pp.102-103). London: British Film Institute.

([22]) Berger, R., & McDougall, J. (2014). Media studies 2.0: A retrospective. Media Education Research Journal, 2(2), p.5-9.

([23]) Bucht, C. (2014). Op. Cit,  p. 1-13.

([24](Lee, A. Y. L. (2015). Op, Cit, p. 1-13.

([25](http://daharchives.alhayat.com/issue_archive/Hayat%20KSA/2008/3/17/ p. 5.

([26]) Hobbs, R., & Jensen, A. (2015). The past, present, and future of media literacy education. Journal of Media Literacy Education, 1, p.1-11.

)[27]( Wikipedia(2016). Media Literacy, available at: www.en.wikipedia.org/wiki/media_literacy. Retrieved: 21/4/2016.

([28]( Center for media Literacy(2016). Importance of media literacy, available at: http://www.medialit.org/reading_room/article27.htm. Retrieved:20/4/2016.

([29])رشا عبد اللطيف محمد: مرجع سابق، ص77.

([30]) Hart , A. (2014). Media Education in 21st Century: A Comparative Study of Teaching Educational Media in European Contexts in Terms of Academic Standards. PhD Thesis, University of Southampton, U.K, p. 8-12.

([31]) McBrien, J. L. (2013). New Texts, New Tools: An Argument For Media Literacy. Educational Leadership, 57(2), P. 76-79.

([32]) Tyner, K. (2012). The Media Education Elephant. Paper presented at the UNESCO conference on media education, London and Paris.

([33]) Selwyn, N. (2013) .Exploring the ‘digital disconnect’ between net-savvy students and their schools, Learning, Media and Technology, 31(1), p.5–18.

([34]) Kubey, R. (2011). Op. Cit, p.58-69.

([35]) Lee, A. Y. L. & Mok, E. (2014). Media education in postcolonial Hong Kong: Cultivating critical young minds. In A. Nowak, S. Abel & K. Ross (Eds.), Rethinking media education: Critical pedagogy and identity politics. Cresskill, NJ: Hampton Press. p. 1-13.

([36]) Sharikov, A., Cherkashin, E. (2010). Experimental Curricula for Media Education. (in Russian). Moscow: Russian Pedagogical Academy, p. 43.

([37]) Wu, S., & Chen, S. (2015). Media literacy education. Taipei, Taiwan: Chiuliu.

([38]) Sim, J.C. (2013). Mass Media Education in the U.S.A. In: Media Studies in Education. Paris: UNESCO, pp.74-88.

([39]) Worsnop, C. (2009). Screening Images: Ideas for Media Education. Second Edition. Mississauga: Wright Communication.

([40])Rother, L. (2012). Media Literacy and At-Risk Students: A Canadian Perspective.Telemedium, The Journal of Media Literacy; 48 (2).

([41])  Tsang, S. S. (2013). 21st century skills learning: Creative information education project. Hong Kong: Shak Chung Shan Memorial Catholic Primary School.

([42]) فؤاد العاجز: "السمات الشخصية والأكاديمية لأعضاء هيئة التدريس في ضوء معايير الأعتماد وضمان الجودة للتعليم العالي في كليات التربية بالجامعات الفلسطينية"، مجلة الجودة في التعليم العالي، العدد1، المجلد2، السنة2، 2006، ص45.

([43]) نيللي السيد عاشور: الجودة والاعتماد الأكاديمي في ضوء الاتجاهات العالمية الحديثة، الرياض: دار الزهراء،2013، ص77.

([44]) نائلة نجيب: "تقويم محتوى كتب الرياضيات للمرحلة الأساسية العليا في ضوء نظرية برونر"، المؤتمر الأول لكلية التربية بعنوان التجربة الفلسطينية في إعداد المناهج: الواقع والتطلعات، جامعة الأقصي غزة، 2006، ص432

([45]) حسن الببلاوي وآخرون: الجودة الشاملة في التعليم بين مؤشرات التميز ومعايير الاعتماد، عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع، 2006، ص23-24.

([46]) https://ar.wikipedia.org/wiki/ 12/11/2015.

([47]) Thoman, E., and T. Jolls. (2014). Media Literacy—A National Priority For A Changing World. American Behavioral Scientist 48 (1):18-29.

([48](Imaizumi, K. S.,& Seiji, W. (2014). Academic Standards of Media Education in Japanese Faculties: Present and Future, Japan Prize International Educational Research Journal; 11 (2), p.49.

المصدر:

محمود عبد العاطي, عبد السلام محمد, أحمد علي سعد.(2017). تنمية الوعي بالتربية الإعلامية في ضوء المعايير الأكاديمية, جامعة بنها.







تعليقات

غيداء محمد

اريد الانظمام اليكم حيث انني طالبه دراسات عليا ماجستير



أكاديـمـيـا جلـــــوب

طريقك لمستقبل أكاديمى واعد


معلومات الاتصال

تواصل مع اكاديميا جلوب من خلال مواقع التواصل الاجتماعى او ارسل لنا بريد الالكترونى لتستقبل كل جديد


طرق الدفع

Academia_Globe Academia_Globe Academia_Globe
Academia_Globe Academia_Globe

تابعنا على تويتر



جميع الحقوق محفوظة لأكاديميا جلوب 2020

صمم بواسطة True.Sys