التعريف:
يعرف التعلم باللعب بأنه نشاط (موجه أو غير موجه) يمارسه الآطفال بشكل فردي أو جماعي لتحقيق المتعة والتسلية، ويستغله الكبار عادة ليسهم في تنمية سلوكيهم وشخصيتهم بإبعادها المختلفة العقلية (المعرفية)، المهارية (الجسمية)، الوجدانية.
وقد نبعت هذه الاستراتيجية من منطلق أن اللعب هو حياة الطفل ذوي الاحتياجات وعمله، ولغته وأداته القريبة منه والمحببة إليه، والباعثة للكثير من المرح والسرور في حياته، واللعب بعد هذا هو أفضل أدوات التعلم عند الطفل ذوي الاحتياجات، بكل ما يعنيه التعلم له ولشخصيته.
هذا ويعتقد كثير من الأشخاص أن المعوقين بإمكانهم أن يلعبوا بالألعاب العادية، أو أن يمارسوا ألعاب العاديين، إن مثل هذا الافتراض قد يكون صحيحا على المستوى النظري، إنما على المستوى العملي فمثل هذا الافتراض بحاجة إلى دراسة، خاصة وأن بعض الآطفال المعوقين، على الأقل، لديهم احتياجات لعب خاصة بهم، مختلفة تماما عن احتياجات لعب العاديين. إن ما ذكر يبين لنا وجود اتجاهين في النظر إلى ألعاب ذوي الاحتياجات الخاصة:
- الاتجاه الأول وينظر إلى أن المعوقين، يمكنهم ممارسة ألعاب العاديين.
- الاتجاه الثاني ويشير إلى أن المعوقين لديهم احتياجات لعب مختلفة تماما عن العاديين.
وبناء على هذين الاتجاهين يمكن لنا أن نخلص باتجاه ثالث يربط بين هذين الاتجاهين، وينص على أن المعوقين يستطيعون أن يمارسوا بعضا من ألعاب العاديين، وفي نفس الوقت لديهم أحيانا احتياجات لعب خاصة بهم.
وانطلاقا من هذا الاتجاه لمعلم المعوقين الاستفادة من برامج الألعاب التي تقدم, كما يمكنه الاستفادة بصورة خاصة من برامج الألعاب في تدريب الحواس لدى المعوقين, وفيما يلي نماذج من الألعاب:
1) ألعاب في تربية حاسة البصر:
يحتاج أي معوق لفرص النظر، من خلال حاجته لمواقف يبنى من خلالها انطباعات بصرية. فالمعاق سمعيا يجب أن يشجع على الملاحظة والنظر لتعويض إعاقته السمعية، وبطيء التعلم يجب أن يشجع على استخدام عينيه، والطفل المقعد كذلك.
إن معظم الإعاقات يمكن أن يشجع أصحابها على النظر والملاحظة من أجل تكوين خبرات بصرية: تفيده في الرؤية الغنية ذاتها وتزوده بوقت لاستمتاع وتغني خبراته وذاكرته، ومن هذه الألعاب:
ويمكن عمل زاوية، ووضع أشياء مختارة للنظر إليها. وتكون هذه الزاوية كمعرض للشياء الممتعة، وتغير الأشياء بين حين وآخر، هذا ويمكن أن تشمل المعروضات نماذج من صنع الأطفال، أصدافا أوراق شجر، أزهارًا، صورًا، أشياء حمراء، أشياء زرقاء... الخ, كما يمكن أن تشمل الزاوية على بعض النباتات النامية مثل القمح، الفاصوليا، لمراقبة نموها.
2) ألعاب في تربية حاسة السمع:
كل الأطفال بحاجة لأن يتعلموا كيفية الإصغاء من أجل أن يتذكروا الأصوات، ويتعلموا بالتالي الكلام.
إن السمع مهم لدى ذوي الاحتياجات خاصة لدى أولئك الذين يستخدمون حاسة السمع كتعويض عن حاسة مفقودة.
ويمكن التحدث مع الطفل لكي يصغي، ويتكلم ويقلد ، كذلك يمكن عمل جولات سماعية، خلالها يقف الطفل، ويسمع ويسجل في قائمة ما يسمعه من أصوات، ويلاحظ الفروق بين الآصوات. كما يمكن تشجيع الطفل على سماع الراديو، المسجل، والتلفزيون.
3) ألعاب في تربية حاسة اللمس:
يمكن أن تكون ألعاب اللمس ذات أهمية خاصة بالنسبة للمكفوفين والمعاقين جسميا والمقعدين. فعن طريق اللمس يطور الكفيف أداءه للتعويض عن حاسة البصر، كما أن الطفل المقعد يستطيع أن يقض ي وقتا ممتعا إذا طور ضبط يديه وزاد من حساسية أصابعه من خلال الألعاب والنشاطات المختلفة منذ الصغر, والطفل البطيء التعلم والمنسحب بحاجة للتشجيع على اللمس مع إعطائهم تعزيزات.
ومن أمثلة الألعاب الخاصة بتربية حاسة اللمس:
أ - الدهان بالأصابع.
ب - اللعب بالرمل الرطب وعمل : نماذج لأشياء منه، أو طبع أشكال عليه.
ت - اللعب بالطين .
ث - اللعب بالماء لتوضيح مفهوم الحرارة والبرودة.
ج - اللعب بعجنية الملح التي تستخدم كبديل للصلصال.
4) ألعاب في تربية حاسة الذوق :
يحتاج ذوي الاحتياجات إلى تدريب حاسة الذوق لديهم من منطلق أن بعض المعاقين خاصة من هم بد رجة شديدة يستخدمون لسانهم كأفضل وسيلة أو حتى الوسيلة الوحيدة في اكتشاف أفضل لبيئتهم والتمتع بها, وبذلك يقوم التعلم باللعب على تحقيق مبدأين هما:
- التشويق والإثارة؛ حيث تعمل هذه الآلعاب على تحفيز التلميذ وتشويقه للاستمرار فى التعلم لتحقيق المزيد من الأهداف وبالتالي حدوث التعلم.
- مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ: حيث تخاطب الألعاب جميع حواس المتعلم ذوي الاحتياجات وفق قدراته ومهاراته.
نموذج لتطبيق الألعاب في عملية التعلم:
حتى تحقق الأهداف التربوية بشكل فعال في العملية التربوية من خلال استخدام اللعب كطريقة تدريس يجب على المعلم أن يتبع الخطوات التالية:
- تحديد الآهداف التربوية المراد تحقيقها .
- تحديد نوع اللعبة المراد تنفيذها لتحقيق الآهداف التربوية . وهنا لابد أن نذكر ما يلي :-
أ - يجب على المعلم أن يختار اللعبة بشكل مناسب للمنهج ومحقق للهداف التربوية .
ب - يجب أن تكون اللعبة ضمن مستوي النضج لدى المتعلم (عقليا، جسميا).
ت - يجب أن يكون المعلم لدية المعرفة الكاملة بقواعد اللعبة و قوانينها، مع إمكانية إضافة تعديلات حسب مقتضيات الموقف التعليمي أن لزم الأمر.
- تعريف المتعلم بقواعد اللعبة وقوانينها وكيفية اللعب بشكل كامل وواضح قبل البدء باللعب.
- يفضل دائما اللعب من خلال فرق أو جماعات أو زمر متعاونة لتحقيق أهداف أوسع في العملية التعليمية التربوية.
- يكون دور المعلم موجة ومرشد ومحافظ على النظام إثناء اللعب ويكون الحكم بين الفرق المتنافسة.
- إعطاء الطلبة الحرية الكاملة أثناء اللعب ولكن ضمن قواعد اللعبة.
- يجب على المعلم تعديل وتوجيه الطلبة أثناء اللعب بحيث يلعب كل فريق ضمن القواعد والمبادئ الخاصة باللعبة.
- يجب على المعلم أن يلاحظ سلوك الطلاب أثناء اللعبة وبالتالي تكوين أفكار عنهم من الناحية المعرفية والنفسية، ليتسنى إنمائها أو تعديلها أو تطويرها.
مزايا التعلم باللعب:
- إثارته للمتعلم بشكل يدفعه للمشاركة الفعالة.
- تزويد المتعلم بخبرات أقرب إلى الواقع العملي.
- يشيع جو من المتعة والمرح والتشويق .
- يوفر عنصري المنافسة والتعاون وفقا لأهداف اللعبة.
- يسهل تعلم العمليات التي تستغرق وقتا طويلا.
- يبسط العمليات المعقدة وبالتالي يسهل تعلمها.
- يقدم المعلومات بشكل هادف وأكثر دافعية .
المصدر:
أكاديـمـيـا جلـــــوب
طريقك لمستقبل أكاديمى واعد
معلومات الاتصال
تواصل مع اكاديميا جلوب من خلال مواقع التواصل الاجتماعى او ارسل لنا بريد الالكترونى لتستقبل كل جديد
طرق الدفع
تابعنا على تويتر
academiaglobe.com@gmail.com