الضوابط الأساسية لإعداد خطة البحث العلمي
خطة الدراسة:
تعتبر خطة الدراسة هي النموذج الذي من خلاله يتم التوجه نحو العمل في الدراسة بصورة كلية، حيث إنها تشتمل على العديد من الخطوات العلمية المرتبة بصورة إجرائية منظمة، والتي تبدأ بمشكلة الدراسة، ثم تتطور إلى الاستناد على الأدلة والبراهين والمبررات التي من خلالها يتم الاعتماد عليها في هذه الدراسة، إضافة إلى المصادر الأخرى التي يعتمد عليها الباحث في حل مشكلة هذه الدراسة؛ ومنها: الدراسة الميدانية، أو الخبرة الذاتية الموجودة لدي الباحث نفسه، أو ربط هذه المشكلة بقضية من القضايا المعاصرة داخل المجتمع، وكذلك يعتمد الباحث أيضا على الواقع المعاش وربطه بمشكلة الدراسة في بعض الأحيان، وما توصلت إليه الدراسات السابقة من نتائج وتوصيات أو نظريات يتم الأخذ بها في الدراسة الحالية عند معالجة مشكله الدراسة.
ويعتمد الباحث اعتمادًا شبه كليّ على النتائج الخاصة بالدراسات السابقة، من أجل القيام بعملية نظرة شاملة لمشكلة الدراسة الحالية، التي يقوم بإعدادها؛ نظرًا لأن كافة البحوث التي تتم في المجال التربوي أو المجال النفسي جميعها درست تلك الظواهر والمتغيرات المتعددة وما شابهها، ودرست الظواهر الكثيرة في هذا المجال، وتوصلت إلى متغيرات متنوعة نتجت عنها عدة نتائج وتوصيات، أو نتجت عنها أسئلة ما زالت تنتظر الإجابة حتى الآن، أو نتج عنها فرضيات تنتظر الباحثين والدارسين لدراستها، أو القيام بدراسة ظاهرة من الظواهر المختلفة أو مشكلة من المشكلات التربوية أو المشكلات النفسية والمتغيرات التي لم يتم النظر فيها بعد، أو دراستها من وجهة نظر أخرى، أو من خلال متغيرات جديدة لنفس مشكلة الدراسة.
والباحث المتمكن يستطيع الوصول إلى عوامل شاملة أخرى تفسر الظاهرة التربوية أو النفسية، ولكنه يتخذ الدراسات السابقة وسيلة للوصول إلى هذه العوامل الشاملة، التي من خلالها يستطيع أن يتحدث في دراسته بتوسع، من خلال المتغيرات الجديدة التي يثبتها في هذا الدراسة.
ففكرة الاطلاع على المصادر المتنوعة، وخاصة الدراسات السابقة حول نفس الظاهرة التربوية أو النفسية؛ لا يعني بأي حال من الأحوال أن تكون الدراسة متطابقة تمامًا لما قامت به الدراسات السابقة، ولكن يعني مساعدة هذه الدراسات السابقة للباحث لأن يقوم في دراسته الحالية بمنهجية تتحدث عن الظاهرة النفسية أو التربوية بطريقة تحمل فكره وتوجيهه حسب المنهج العلمي في الوصول إلى مشكلة الدراسة الحالية، للقيام بدراستها حسب الواقع المعاصر.
محتويات خطة الدراسة:
تحتوي خطة الدراسة على العديد من المحتويات، ومنها: عنوان هذه الخطة، بالإضافة إلى المقدمة، ومن ثم مشكلة الدراسة، ثم الحديث عن الدراسات السابقة بصورة مختصرة. بعد ذلك يتم الحديث عن أهمية الدراسة، ووضع الأسئلة الرئيسة، وكذلك وضع الأسئلة الفرعية التي تنبثق من السؤال الرئيس، أو القيام بوضع فرضيات الدراسة. ثم يتحدث الباحث عن حدود الدراسة، بعد ذلك يقوم بتعريف أدبيات الدراسة أو المصطلحات الموجودة في هذه الدراسة، أيضا يوضح الباحث الإجراءات التي سيقوم بها خلال هذه الدراسة، فيتحدث عن: مجتمع الدراسة، والعينة، وأدوات الدراسة وإجراءات الدراسة. بعد ذلك تبدأ المعالجة الإحصائية، ومن ثم يثبت الباحث المراجع التي اعتمد عليها حسب أسلوب التوثيق العلمي.
عنوان الخطة :
عنوان الخطة هو أهم العناصر التي تعتمد عليها خطة الدراسة؛ نظرًا لأنه يمثل عملية ربط لكل محتويات الخطة، سواءً أدبيات الخطة، أو المتغيرات التي يتم دراستها عن طريق العمليات الإحصائية. وهو عنوان رئيس يلخص مشكلة الدراسة الحالية. ومن شروط وضع عنوان الخطة: أن يكون هذا العنوان مختصرًا أو موجزًا، ويركز على مشكلة الدراسة نفسها، بوضوح في استخدام الألفاظ سهلة التفسير، والبعيدة كل البعد عن استخدام الألفاظ والمصطلحات التي تحتاج إلى تأويل؛ فيجب أن يكون هذا العنوان دالاً على محتويات الدراسة بالفعل. وعلى الباحث ألا يستخدم بعض الكلمات في عنوان الدراسة، مثل : مصطلح (دراسة علمية) أو (دراسة أدبية) أو (دراسة وصفية) أو (دراسة نظرية)، أو بعض الكلمات، مثل: (المتغيرات) أو (مدي)، أو مثل: (عينة بحثية)، أو (دراسة تجريبية)؛ فالكثير من هذه الكلمات لا يجب بأي حال من الأحوال أن تكون في عنوان الدراسة؛ نظرًا لأنه من المعروف مسبقًا أن الدراسات بصفة عامة تشمل: عينة، وتشمل المتغيرات، وتشمل الدراسة النظرية، وتشمل الدراسة التجريبية والإحصائية في داخلها. فلا داعي لاستخدام هذه الكلمات في العنوان، ولا تفيد مثل هذه الكلمات في عنوان الدراسة أي شيء، ولا تضيف أي جديد إلى العنوان، بل تعتبر مطًا وإسهابًا وحشوًا للعنوان.
المقدمة:
على الباحث أن تكون المقدمة الخاصة بدراسته هي دليل كامل وشامل لهذه الدراسة، من خلاله يتم التوثيق الفعلي لما قام به الباحث في دراسته، وما توصل إليه من خلال الافتراضيات التي يقوم بدراستها، وعلاقتها بالمتغيرات التي هي محل الدراسة. وتعتبر المقدمة بابًا من خلال يدخل القارئ إلى الدراسة، وتأتي المقدمة من اجل توضيح ما قام به الباحث في هذه الدراسة، وفيها يعرض الأدلة المكثفة التي جعلته يقوم بهذه الدراسة. وتشمل المقدمة عرضًا مبسطًا للدراسات السابقة، واختصارًا للمفاهيم والمصطلحات موضوع الدراسة، واستعراضًا موجزًا لبعض الأدبيات الموجودة في هذه الدراسة. وهي عبارة عن توثيق للعلاقات الافتراضية الموجودة فيها.
وينبغي للباحث أن تكون المقدمة دالة على الموضوع الفعلي للخطة التي يقوم الباحث بدراستها، ويمكن للباحث أن يجعل هذه المقدمة مقدمة تركيبية أي أنه يوفق فيها كل ما سوف يقوم باستعراضه، من خلال استعراض الأدبيات الخاصة بالدراسات المختلفة، وتوثيق تلك العلاقات الافتراضية التي يفترضها الباحث بين كافة المتغيرات، وذلك بأن يقوم بذكر الباحثين الذين قاموا بالدراسات السابقة وذلك فيذكرهم بتوسع بطريقة التوثيق العالمية، أي أن يتم ذكر اسم الباحث ومن ثم سنة نشر الدراسة وذلك في داخل متن الدراسة، في داخل قوسين؛ لأن ذلك سوف يعمل على اختصار أدبيات الدراسة، وهكذا يبدأ الباحث في ذكر المتغيرات الخاصة بدراسته في داخل المقدمة. وعليه أيضًا أن يجعل لمقدمته فقرة يطلق عليها الفقرة النهائية أو الخاتمة للمقدمة، وتعد هذه الفقرة هي الفقرة الأخيرة، والتي يختصر فيها معظم ما جاء في دراسته من متغيرات، دون أن يذكر الأدلة أو يظهر الحجج أو البراهين على ما ذكره من متغيرات سوف يقوم دراستها وسوف يتم بحثها في هذه الدراسة؛ لأنه سوف يتم الاطلاع عليها من خلال قراءة الدراسة بصفة عامة. وبذلك تصبح المقدمة مقدمة ثرية بالمعلومات والبيانات التي تدل على أهمية الدراسة وطبيعتها، وما تتناوله من متغيرات وحل لمشاكل الدراسة، أي أن المقدمة سوف تفي بالغرض الكلي الذي تقوم عليه الدراسة، ومن ثم توضح المقدمة باختصار الخطة بصورة مكثفة وإجمالية، يكشف فيها الباحث العلاقات المتعددة بين المتغيرات التي يقوم من خلالها بوصف هذه الظاهرة أو المشكلة التي يدرسها.
مشكلة الدراسة:
مشكلة الدراسة هي القضية التي يقوم الباحث بدراستها، وتعتبر هي أحد القضايا المهمة التي يريد الباحث أن يتخصص في هذا المجال بدراسة هذه المشكلة، ودائمًا ما تبدأ بصورة عامة شاملة مطلقة، حيث يتم اختيار هذه المشكلة من المجتمع أو الظواهر الموجودة التي يريد الباحث دراستها، ومن ثم بعد ذلك يبدأ في تحديد المشكلة الفعلية من بين كل المشكلات العامة بشكل متخصص، حتى يتم اختصار المشكلة واختزالها في مشكلة واحدة بعيدا عن شمولية المشكلات التي تتعلق بنفس الظاهرة الواحدة، أو التي ترتبط بظواهر متعددة؛ حتى يستطيع أن يتخصص الباحث في دراسة هذا الموضوع بذاته وبعينه، بدلا من دراسة موضوع شامل عام مطلق، دون تحديد. فهو يريد أن يبحث عن مشكلة واحدة، سوف يسهم بحثه في حلها بشكل جيد وواضح، من خلال التغطية الشاملة لهذه المشكلة التي يقوم بدراستها. ومن ثم يقوم بصياغة هذه المشكلة بطريقة الأسئلة، حيث يبدأ في وضع السؤال الرئيس الخاص بهذه المشكلة، ومن ثم ينطلق منه إلى الأسئلة الفرعية المتعددة التي تحتاج بالفعل إلى تفسير ودراسة أو صف لهذه الظاهرة التي يقوم الباحث بدراستها، ويجب أن تكون المشكلة واضحة وضوحًا تامًا، وأن تحتاج بالفعل إلى دراسة، بحيث يكون هناك تدرج في حل هذه المشكلة، حتى يصل الباحث إلى تحقيق الأهداف الفعلية الخاصة بدراسته، تلك الأهداف التي عمل الباحث مسبقًا على ضبطها في صورة نقاط متعددة.
الدراسات السابقة:
لا يقصد بالدراسات السابقة أن يتناول الباحث الحديث عن الدراسة بتوسع شديد أو بصورة تفصيلية، بل يقصد منها اطلاع الباحث بالفعل على تلك الدراسات السابقة، ومن ثم تقديم مختصر لهذه الدراسات، يبين فيه الباحث بشكل منظم أهداف تلك الدراسات السابقة، والمشكلة التي تناولتها، والنتائج التي وصلت إليها، والتوصيات التي أوصي بها الباحث في الدراسة السابقة. وعلى الباحث أن يختصر السمات والخصائص لتلك الدراسات، وأن يجمع بين الدراسات العربية والدراسات الأجنبية التي تتصل بموضوع دراسته اتصالًا وثيقًا، ومن ثم يقوم بعرض هذه الدراسات السابقة عرضًا منظمًا، بحيث تشمل هذه الدراسات الأبعاد المختلفة والمهمة التي جاءت بها، وعرض موجز للمتغيرات التي قامت بدراستها، ومن ثم يعرض هذه الدراسات المتعددة في نقاط مرقمة. وعلى الباحث أن ينوع أسلوبه في عرض هذه الدراسات السابقة، بحيث ألا يصبح الحديث عن الدراسات السابقة كأنه نموذج معد مسبقًٌا لكي يتم وضع الدراسات السابقة فيه، أو أن يقوم الباحث بنقل ما يحتاجه من الدراسات السابقة نقلًا على هيئة قالب تم توحيده من أجل وضع هذه الدراسات السابقة فيه بصورة وحدة، وعلى الباحث أن يختار الدراسات السابقة التي يقوم بالاطلاع عليها وذكرها في دراسته من الدراسات التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا وفعليًا بالظاهرة التي يقوم بدراستها، أو المشكلة التي يعمل على حلها، ويجب أن تكون هناك علاقة بين الدراسات السابقة والدراسة الحالية التي يقوم بها الباحث. وهناك عدة أمور ينبغي ألا يقوم بها الباحث خلال عرضه للدراسات السابقة: فلا يجب عليه أن يذكر المتغيرات التي جاءت في الدراسات السابقة بنفس الترتيب وبنفس العلاقات التي جاءت في هذه الدراسات، بل يجب أن تكون هذه المتغيرات حسب ما تقوم عليه دراسته الحالية، وعليه بالفعل أن يقوم بالاطلاع على الدراسات السابقة بنفسه، دون أن يطلع على مختصر هذه الدراسات، أو أن يتم الاطلاع عليها من خلال دراسات أخرى اعتمدت على هذه الدراسات، بل يجب الرجوع فعليًا وحقيقيًا إلى الدراسة والمصدر الرئيس لهذه الدراسة الفعلية، ويجب الاطلاع على الدراسة بصورة مباشرة ، والبعد كل البعد عن الاطلاع على الدراسات السابقة بطرق غير مباشرة. ومن ثم يجب أن تظهر شخصية الباحث في الاطلاع على الدراسات السابقة، بحيث يُظهر الباحث نقده للدراسات السابقة نقدً بناءً يجعله يتعمق في تلك الدراسات السابقة، وألا يكتفي الباحث بأن يذكر العناصر التقليدية التي يتم ذكرها فقط في هذه الدراسات، مثل: أوجه الاتفاق، أو أوجه الاختلاف بين الدراسات السابقة والدراسة الحالية؛ بل عليه أن يبدأ في إظهار الاختلافات في ضوء النظريات المعاصرة والحديثة وحسب النظرية التي يعتمد عليها الباحث، هذه الاختلافات التي تبين مدى أهمية دراسته الحالية عن الدراسات السابقة، بالإضافة إلى أن يظهر المسلمات التي اعتمدت علي افتراضات ونتائج وتحليلات للدراسات السابقة، ومن ثم تظهر منهجية الباحث التي سوف يقوم بالاعتماد عليها في هذه الدراسة الحالية.
أهمية الدراسة
يجب إظهاره أهمية الدراسة خلال خطة الدراسة، فإن هذا الإظهار يؤدي إلى معرفة الهدف الرئيس من هذه الدراسة، ولا تتوقف أهمية الدراسة علي بيان الأهمية النظرية فقط، بل يجب أن يظهر الباحث أيضًا أهمية الدراسة التطبيقية بالفعل، فإذا كان لهذه الدراسة أهمية بالنسبة للباحث من وجهة نظره الخاصة، إلا أنه أيضًا يجب إظهار هذه الأهمية بالنسبة للمتخصصين والعامة. أيضا يجب أن تحتوي خطة الدراسة على هذه الجزئية، والتي يطلق عليها (أهمية الدراسة) فإن القارئ سوف تتضح لديه الرؤية من قراءته للمتغيرات التي يدرسها الباحث، فيعرف أوجه الاستفادة المتنوعة، سواءً كانت استفادة من الناحية النظرية أو استفادة من الناحية التطبيقية، من هنا يستمر القارئ في الاطلاع على هذه الرسالة، من أجل كشف العلاقة بين المتغيرات المختلفة الموجودة في هذه الدراسة، نظرًا لما بيّن الباحث من أهمية نظرية وتطبيقية لها في بدايتها. بالإضافة إلى أنه يجب أن يوضح الباحث الجهات المختلفة والمتنوعة التي سوف تستفيد بالفعل من هذه الدراسة أو نتائجها أو التوصيات التي سوف يوصي الباحث بها في نهاية الدراسة، ويجب أيضًا أن يوضح ما أضافته هذه الدراسة بالنسبة لحل مشكلة الدراسة، أو مجال التخصص الذي يريد الباحث أن يتخصص فيه.
أسئلة الدراسة
يذكر الباحث أيضًا الأسئلة الخاصة بالدراسة التي يتناولها، وفي بعض الأحيان يستخدم الفرضيات، وتأتي هذه الجزئية في الدراسة الحالية بعد أن يذكر الباحث الدراسات السابقة، حيث إن هذه الدراسات التي قام باستعراضها هي التي تم استنباط مشكلة الدراسة منها، أو هي التي تم الانطلاق منها إلى صياغة هذه الأسئلة الرئيسة، ومن ثم انبثقت منها الأسئلة الفرعية، أو أنه من خلال الدراسات السابقة تمت صياغة الفرضيات المتنوعة للدراسة الحالية، لذلك يجب أن يقوم الباحث بإعداد هذه الفرضيات من خلال وجهات النظر المختلفة، بحيث تكون تلك الفرضيات أو الأسئلة لها أصول في النظريات الافتراضية أو النظريات التطبيقية، خاصة النظريات الحديثة والمعاصرة، وتوجد علاقة ارتباطية بين هذه الفرضيات أو الأسئلة والنظريات السابقة. ولا يكتفي الباحث بالاعتماد على الدراسات السابقة في تتبع فرضيات الدراسة وصيغتها، بل يعتني بالنظريات الحديثة والمعاصرة أو النظريات السابقة، التي تجعل الباحث يقدم علاقات بين متغيرات الدراسة والنظريات، أو عدم وجود علاقات بين هذه المتغيرات أو وجود فروق في هذه المتغيرات في بعض الأحيان، وهذا ما تقدمه النظريات ذات العلاقات الافتراضية، بالإضافة إلى الدراسات السابقة التي تجيب عن الأسئلة الاستفهامية المتنوعة. ويوضح الباحث في أسئلته لماذا تم افتراض وجود هذه العلاقات بين المتغيرات المختلفة في الدراسة، أو حسب ما يتم افتراضه من علاقات أو أسئلة يتم طرحها.
حدود الدراسة
ويذكر الباحث الحدود الموضعية لدراسته، وهي: (موضوع الرسالة) أو المشكلة التي يتم دراستها، بعد ذلك يتناول الباحث الحديث عن الحدود البشرية والأعداد التي يعتمد عليها في دراسته لهذه الظاهرة النفسية أو الظاهرة التربوية أو أي ظاهرة من الظواهر التي يدرسها الباحث، بالإضافة إلى توضيح الحدود الزمانية والمكانية.
مصطلحات الدراسة
ثم يتناول الباحث تعريف المصطلحات التي وردت في الدراسة، حيث يعرض تفسير المفاهيم التي وردت في هذه الدراسة، وتوضيح للمتغيرات التي سوف يتحدث عنها الباحث. وعلى الباحث ألا يكثر في التفصيلات اللغوية والتعريفات الاصطلاحية لهذه المفاهيم، حتى وإن كانت مفاهيم أساسية، بل يجب الاختصار والإيجاز في تعريف هذه المفاهيم، فهو فقط يقوم بتوضيح المعنى بكل سهولة ويسر، بهدف تسهيل معرفة المعنى العام الذي يقصده الباحث من هذه المفاهيم. ومن ثم يقوم بتعريف هذه المصطلحات التي وردت في دراسته تعريفًا إجرائيًا، من خلال البحث ومن خلال المؤشرات والنظريات التي يعتمد عليها في هذا التعريف الإجرائي المحدد لهذه الدراسة خصوصًا، والتعريف الإجرائي يتسم ببعض الخصائص التي يجب على الباحث أن يعتمد عليها، فلا يمكن صب التعريف الإجرائي في قالب لفظي معروف لدى جميع الباحثين، من خلال التراكيب اللفظية والتعريفات المشهورة المعروفة، بل يجب أن يتسم هذا التعريف الإجرائي بأنه تعريف خاص بهذا المصطلح، ويميز هذا المصطلح الموجود في هذه الدراسة دون غيره من المصطلحات الأخرى الموجودة في نفس الدراسات التي تتشابه مع هذه الدراسة، فهذا التعريف الإجرائي له خصوصية بهذه الدراسة، وقد يشتمل التعريف الإجرائي علي العمليات التي قام بها الباحث خلال دراسته، مثل: المؤشرات التي اعتمد عليها، أو الإجراءات الدراسية، بالإضافة إلى القياس، وما شابه ذلك.
الإجراءات:
هي تلك الطريقة التي سار عليها الباحث في دراسته، من خلال قيامه بتعريف المجتمع الدراسة الذي تم الاعتماد عليه، وأخذ العينة منه، حيث يقوم بتعريف هذا المجتمع وسماته وخصائصه المتعددة، بالإضافة إلى أنه يذكر العدد الكمي والعدد الإجمالي الكلى لمجتمع الدراسة، ومن ثم يقوم بتوزيع هذا المجتمع حسب المتغيرات التي يتم تقسيم المجتمع إليها. بعد ذلك يوضح الباحث العينة التي سوف يأخذها من هذا المجتمع، وعدد هذه العينة التي سوف يقوم بدراستها، وكيف يتم اختيار هذه العينة؟ هل تم اختيارها بطريقه عشوائية أم بطريقه قصدية أم بأي طريقة أخرى يتم ذكرها في هذا المجال، ويثبت الباحث أن هذه العينة هي العينة التي تم تطبيق كافة أدوات الدراسة عليها.
ويستخدم الباحث في طريقته التي ينتهجها في هذه الدراسة العديد من الأدوات، والتي يطلق عليها (أدوات الدراسة) فلابد أن يقوم الباحث بتوضيح الأداة التي تم استخدامها في هذا الدراسة، والمصدر الذي اعتمد عليه في استخدام هذه الأداة، ومن ثم يقوم ببناء هذه الأداة، والعمل على تطويرها من خلال عرضها على المختصين في المجال الذي تقوم الدراسة عليه، ومن ثم يوضح الباحث صدق هذه الأداة، وكيف تحقق من هذا الصدق؟ بالإضافة إلى توضيح ثبات هذه الأداة في قياس المتغيرات لعينة الدراسة، ويوضح الباحث أيضًا أن هذه الأداة أو الأدوات التي تم استخدمها في هذه الدراسة بصفة عامة هي الأداة التي تناسب هذه الدراسة بالفعل، وتتوافق مع هذه العينة المختارة. بعد ذلك يوضح الباحث خلال طريقته الإجراءات التي قام بالفعل بتطبيقها أثناء استخدام هذه الأدوات، وكيف قام بجمع البيانات من عينة الدراسة، كما أنه يمكنه أن يذكر بعض الظروف التي واجهها أثناء تطبيق هذه الدراسة، أو بعض الصعوبات أو يذكر ما يريد ذكره لما واجهه في تطبيق أداه الدراسة.
المعالجة الإحصائية
يحدد الباحث الأسلوب الذي سوف يستخدم في المعالجة الإحصائية لعينات الدراسة، وحسب الفرضيات أو الأسئلة الرئيسة والفرعية التي ذكرها في بداية دراسته، ومن هنا فالمعادلات المشهورة في الاستعمال والتي من خلالها يتم تقدير الثبات، مثل: حساب معامل الارتباط والذي يطلق عليه معادله التصحيح، والتي قام بها سبيرمان بوتون لا يتم ذكر هذا المعامل الموثوق فهو من أكثر المعادلات شيوعا في الدراسات البحثية، ومثله أيضًا معامل ألفا لكون باخ.
المراجع
يجب على الباحث تدوين قائمه بالمراجع التي تم الاعتماد عليها، بالإضافة إلى المصادر المختلفة والمتنوعة التي رجع إليها بالفعل في هذه الدراسة، ومن أشهر الأساليب في توثيق قائمة المصادر والمراجع هو أسلوب جمعية علم النفس الأمريكية (APA). وأن يذكر هذا الأسلوب في متن الدراسة، ومن ثم يذكر المصادر في قائمة مختصة بذلك في نهاية الدراسة. ويجب البعد تمامًا عن المصادر غير الموثوقة: مثل مواقع الانترنت، واليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي، والمنتديات والمواقع غير المستقرة التي يتم استبدالها أو توقفها عن النشر ومن ثم اختفائها عن شبكة الانترنت بصورة دائمة، بالإضافة إلى المواقع غير الرسمية.
إقرار الخطة
لإقرار الخطة الدراسة العديد من خطوات وطرق من خلالها يتم إقرار الخطة، فأولي هذه الخطوات: هي أن يقوم الطالب باختيار المشرف الذي يشرف على بحثه العلمي، وأن يكون هذا المشرف من أعضاء هيئه التدريس بالجامعة، ومن الذين قد اختصوا في دراسة هذه الظاهرة أو ما شابهها، وله من الدراسات والمعلومات والخبرة في مجال الدراسات المختلفة والمتنوعة خاصة فيما يتعلق بمثل هذه الدراسات العديد من المناقشات والإرشادات لطلاب العلم في هذا المجال، فعلى الطالب أن يختار من يشرف على هذا الدراسة العلمية ممن لهم الخبرة في هذا القسم من أعضاء هيئة التدريس. والخطوة الثانية: بعد ذلك يبدأ الباحث في وضع الخطة أو التصور المبدئي والأولى الذي من خلاله يقدم خطة الدراسة، ثم يعرضها على المشرف الذي تم اختياره، بعد ذلك يتم عرض هذه الخطة على اللجنة المختصة في الدراسات العليا بالقسم المختص بهذه الدراسة، من أجل إقرار الخطة أو تنبيه الطالب إلى القيام بتعديل بعض المتطلبات، والتي ترى لجنة الدراسات العليا أنه يجب تعديلها على هذه الخطة حسب رؤية هذه اللجنة. ثم تأتي بعد ذلك الخطوة الثالثة: وهي قرار اللجنة من الدراسات العليا باختيار هذا العنوان لهذه الدراسة، أو الموافقة على خطة الدراسة، والسماح بالموافقة على الإشراف على هذا الدراسة العلمية. وفي الخطوة الرابعة يقوم الباحث بالاسترشاد بالتوجيهات التي يرشده إليها المشرف الذي يقوم بالإشراف على هذه الرسالة العلمية، وعلى الطالب في هذه الأثناء أن يلتزم بهذه التوجيهات التي تأتي من المشرف على هذه الدراسة العلمية، وأن يقوم بتنفيذ الملاحظات التي تراها اللجنة. بعد ذلك وفي الخطوة الخامسة: يتم تقديم هذه الخطة إلى اللجنة المختصة في كلية الدراسات العليا من أجل الدراسة لهذه الخطة والعمل على إقرارها وإقرار الإجراءات الخاصة بها، ومن ثم تبدأ لجنة الدراسات العليا في تحديد موعد لمناقشة هذه الخطة في حلقة نقاشية، يقوم الباحث بتلخيص خطته فيها، ويطلق عليها سيمنار المناقشة.
ويبدأ الطالب بالالتزام بما تم ملاحظته على خطة الدراسة في هذه المناقشة واقتراحات هذه اللجنة على خطته، ومن ثم يقوم بإجراء تعديل حسب هذه الملاحظات التي رأتها اللجنة أو التي أقرتها لجنة المناقشة، ثم يبدأ الطالب في إعداد الدراسة في صورتها النهائية من أجل اعتمادها من لجنه المناقشة والمشرف، ليتم رفع هذه الدراسة إلى لجنه الدراسات العليا، لمناقشتها، وفي الخطوة الأخيرة يبدأ الطالب بإجراء التعديلات التي تم طرحها له والتي اقترحتها لجنة المناقشة، حتى يتم رفعها بالصورة النهائية من أجل اعتمادها الاعتماد النهائي من مجلس الكلية.
Very nice speeches Good job Thank you so much
أكاديـمـيـا جلـــــوب
طريقك لمستقبل أكاديمى واعد
معلومات الاتصال
تواصل مع اكاديميا جلوب من خلال مواقع التواصل الاجتماعى او ارسل لنا بريد الالكترونى لتستقبل كل جديد
طرق الدفع
تابعنا على تويتر