تناول المقال الحالي مدارس علم النفس ومفهوم مدارس علم النفس وأسباب قيام وسقوط مدارس علم النفس ومدرسة التحليل النفسي والمدرسة البنائية والمدرسة الوظيفية والمدرسة السلوكية ومدرسة الجشطلت ومدرسة لندن لتحليل العوامل
إن فكرة قيام وسقوط مدارس علم النفس لمن المواضيع المهمة والمثيرة للاهتمام، فمدارس علم النفس تم قيامها لدراسة الظواهر النفسية أو الوقائع الـسيكولوجية واحدة ولكن تفسيرها ظل مختلف، بمعنى أن السلوك والملاحظات عليه واحدة، والأسس النظرية لتأويلها متعددة. وذلك وفق أسس البحث العلمي.
وجدت المدارس الفكرية التي تضع أسسا نظرية للدراسة في علم النفس وتقرها. ونعالج هذه المدارس أو الأنساق النظرية في ستة هي: البنائية والوظيفية والسلوكية والجشطلت والتحليل النفسي والتحليل العاملي، نعرض لها فيما يلي بشيء من التفصيل.
- المدرسة البنائية
لقد اهتم علماء النفس بتحليل المركب إلى البسيط، أو الكل الشامل إلى العناصر أو الذرات الأساسية التي يتكون منها، وترى هذه المدرسة إن علم النفس يجب أن يركز اهتمامه على دراسة (الخبرة الشعورية) أو محتويات الشعور مثل الإحساسات والصور الذهنية والمشاعر. وترى البنائية أن المنهج المناسب لهذه الدراسة هو الاستبطان الذي يقوم به مفحوص مدرب. والاستبطان التجريبي يعطينا المادة الأساسية الخام للشعور. ودرست بوساطة هذا المنهج في المعمل السيكولوجي الخبرات الحية بوحي من (فونت) ثم طور هذه الدراسة (تتشنر). ومثال ذلك استبطان المفحوص لإحساسه أو مشاعره وهو يقوم بتجربة لتقدير الأطوال أو زمن الرجع.
وتتلخص أهم آراء البنائية فيما يلي:
- يجب أن يدرس علماء النفسي الشعور الإنساني، وبصفة خاصة الخبرات الحسية.
- يتعين أن يستخدموا دراسات الاستبطان التحليلي المعملي.
- من الضروري أن يحللوا العمليات العقلية إلى عناصرها، واكتشاف روابطها ومتعلقاتها، وتحديد موضع الأبنية المرتبطة بها في الجهاز العصبي.
ولكن المدرسة البنائية تحصر نفسها في إطار ضيق، إذ لا تشمل كل موضوعات الدراسة في علم النفس. وعلى الرغم من أن أهميتها الآن قد أصبحت أهمية تاريخية فإن علماء النفس قد تعلموا بوساطتها الكثير. وقد دخلت المناهج الدقيقة للبنائية في نطاق علم النفس الحديث.
عابت الوظيفية على البنائية الطابع التحليلي والوصفي لها. وتؤكد الـوظيفية على أن علم النفس يجب أن يـدرس وظائف العمليـات العقلية للإنسان، وتهتم الوظيفية بدراسة القدرة على التكيف لدى الأفراد، فالسلوك عندها وظيفته تكيف أفضل للبيئة، ودرست كذلك وظيفة الإدراك بوصفه نشاطا يعتمد على بقية الوظائف مثل الحاجات والانفعالات. وتركز الوظيفية على ما يقوم يه الكائن العضوي أكثر من اهتمامها بتحليل ما يقوم به إلى ذرات أو عناصر ومركبات. وأهم معتقدات الوظيفية ما يلي:
- ينبغي على علماء النفس دراسة الموضوعات الشاملة التي تتضمن الفروق الفردية وسلوكيات الأفراد والأطفال والجوانب العقلية للفرد.
- يتعين أن يستخدم الاستبطان غير الشكلي والطرق التجريبية المستمرة نسبيا من التحيز.
- لا بد من تطبيق المعلومات السيكولوجية على المسائل العملية مثل التربية والقانون ومجال الأعمال.
- المدرسة السلوكية
قامت السلوكية ثورة ضد البنائية، وقاد هذه الثورة عالم النفس الأمريكي مؤسس السلوكية (جون بروداس واطسون) (١٨٧٨ - ١٩٥٨) الذي هدف إلى تكوين علم موضوعي تجريبي للسلوك (وليس العقل) يمكن أن يعد فرعا من العلوم الطبيعية هدفه النظري التنبؤ بالسلوك وضبطه، ولتحقق هذا الهدف فقد رأى أنه لابد لعالم النفس من أن يبتعد عن الاستبطان بما هو عليه من ذاتية وبعد عن الموضوعية، وفي حين أن (الشعور) أمر خاص، فالسلوك أمر عام يمكن ملاحظته موضوعيا، وكذلك يمكن قياسه. ويجب أن يهتم العلم بدراسة الحقائق العامة التي يمكن لأي باحث أن يلاحظها.
ظهرت سيكولوجية الجشطلت في ألمانيا حوالي عام ١٩١٢ على يد جماعة برلين: وماكس فيرتهايمر (١٨٨٠ – 1943) وزميليه، (كيرت كوفكا) (١٨٨٦ - ١٩٤١) و(ولفجانج كهلر) (١٨٨٧ - ١٩٦٧). والجشطلت كلمة ألمانية تعني الصيغة الكلية أو الشكل أو النـمط، وقد استمد الاسم من دراسات معينة على الإدراك البصري للشكل المكان مع أنه استخدم قبل ذلك في مجال الموسيقى. وتتناول مدرسة الجشطلت الظواهر النفسية باعتبارها وحدات أولية كلية تبع سلوكاً منظماً، وليس على نحو اعتباطي أو مكونة من عناصر غير مركبة، كما ترى أن الكل أكبر من مجموع أجزائه، وأن تحليل الكل إلى أجزائه يفسده، ويفقده مضمونه الفريد. ولذلك يجب أن يركز علماء النفس اهتمامهم على (التراكيب الكلية). فإذا نظرنا إلى (مربع)، فإن الشكل الكلي هو الذي يجعل المربع يبدو مربعا، وليس الأجزاء، لأن المربع أكثر من كونه أربعة خطوط سوداء، أنه أربعة خطوط سوداء ذات علاقات خاصة بعضها ببعض. و(المربعية) تعتمد في الحقيقة على (العلاقة) وليس الخطوط، فإن أربع نقط يمكنها أيضا أن تصنع مربعا، بالطريقة ذاتها مثل أربعة خطوط حمراء. وهذا هو معنى أن الكل مختلف عن مجموع أجزائه، لأن الكل يتكون من أجزاء ذات (علاقات) معينة.
مؤسس هذه المدرسة هو سيجموند فرويد (١٨٤٦ - ١٩٣٩) طبيب الأعصاب النمساوي. ثم تشعب عن هذه المدرسة وأنشق على مؤسسها بعض تلاميذه مثل: ألفرد أدلر صاحب علم النفس الفردي، وكارل جوستاف يونج مؤسس علم النفس التحليلي. ثم تأسست أخيرا المدارس التحليلية الجديدة ومعظمها في أمريكا لدى كل من: كارين هورني، اريك فروم، كاردنر وغيرهم. وتوجد فروق ليست بالصغيرة أحيانا بين عده المدارس تعكس وجهات نظر أصحابها. ولكن أصل هذا التيار التحليلي كله يوجد عند (سيجموند فرويد، ومن هنا نعرض لبعض أفكاره، والتي تعكس في جملتها آراء المحللين النفسيين التقليدين الأوائل. ويعني التحليل النفسي عند فرويد:
- طريقة فنية للعلاج النفسي.
- نظرية في الشخصية وعلم النفس المرضي تفسر كيفية نشوء أعراض الاضطراب النفسي (العصاب).
- منهج بحث في الظواهر النفسية.
نشأت هذه المدرسة وتطورت في جامعة لندن. ومؤسسها (تشارلز سبيرمان) (١٨٦٣ - ١٩٤٥) التلميذ المباشر لفونت، تلاه (سير سيرل بيرت) ثم (هانز آيزنك) (١٩١٦ -) ولقد توفي الأول والثاني، ويقودها الآن أخرهم، حيث يربط التحليل العاملي بالتجريب ويمنهج فرضي استدلالي. والتحليل العاملي منهج رياضي استقرائي، والاستقراء هو النظر إلى الجزيئات للوصول منها إلى حكم شامل كلي. ويهدف التحليل العاملي إلى البحث عن أقل عدد من المكونات الأساسية أو العوامل الأولية التي تتألق منها الظاهرة النفسية. ويتم تحقيق هذا الهدف بتطبيق الاختيارات النفسية على مجموعة من الأفراد، وحساب معاملات الارتباط المتبادلة بينها، ثم تـطبيق معادلات إحصائية معينة.
المصدر:
عبد الخالق، أحمد محمد. دويدار، عبد الفتاح محمد (1999). علم النفس أصوله ومبادئه. القاهرة. دار المعرفة الجامعية.
مهم جدا
أكاديـمـيـا جلـــــوب
طريقك لمستقبل أكاديمى واعد
معلومات الاتصال
تواصل مع اكاديميا جلوب من خلال مواقع التواصل الاجتماعى او ارسل لنا بريد الالكترونى لتستقبل كل جديد
طرق الدفع
تابعنا على تويتر