أكاديـمـيـا جلـــــوب

---

الاستبيان:

يعد الاستبيان أو الاستقصاء أداة ملائمة للحصول علي معلومات وبيانات وحقائق مرتبطة بواقع معين، ويقدم الاستبيان علي شكل عدد من الأسئلة يطلب الإجابة عنها من قبل عدد من الأفراد المعينين الاستبيان.

يعرف الاستبيان علي أنه " مجموعة من الأسئلة المكتوبة والتي تعد بقصد الحصول علي معلومات أو التعرف علي أراء المبحوثين حول ظاهرة أو موقف معين".

هو " وسيلة لجمع المعلومات المتعلقة بموضوع بحثي معين عن طريق إعداد استمارة يتم تعبئتها من قبل عينة ممثلة من الأفراد".

هل يوجد استبيان مثالي يمكن أن يوصي به لكل الظواهر؟

أولا: خطوات تصميم الاستبيان

خطوات الاستبيان:

يمر بناء الاستبيان أو تصميمه بالمراحل الآتية:

ـ تحديد هدف الاستبيان في ضوء أهداف الدراسة وفي ضوء صياغة مشكلة البحث الرئيسة.

ـ تحويل السؤال المذكور في الفقرة السابقة إلي مجموعة من الأسئلة الفرعية إذ يرتبط كل سؤال فرعي بجانب من جوانب مشكلة البحث.

ـ وضع عدد من الأسئلة المتعلقة بكل موضوع من موضوعات الاستبيان.

إن هذه الاسئلة تمثل موضوعات الاستبيان، والمطلوب من الباحث الآن أن يضع أسئلة فرعية علي موضوع منها.

وهكذا يعد الباحث مجموعة أخري من الأسئلة يغطي بها موضوعات الاستبيان كافة، وبذلك يكون قد انتهي من إعداد الصورة الأولية للاستبيان، إن هذه الأسئلة الفرعية التي يتكون منها الاستبيان تسهم بشكل واضح في الإجابة عن سؤال الدراسة الرئيس المتعلق بمشكلة البحث.

ثانيا: تجريب الصورة الأولية للاستبيان

يقوم الباحث بعد الانتهاء من إعداد الصورة الأولية للاستبيان علي عينة محددة من المجتمع الأصلي للبحث، وذلك للتأكد من وضوح الأسئلة وابتعادها عن الغموض ثم يجري عليها التعديلات في ضوء الملاحظات التي يتلقاها من أفراد العينة، كما يمكن للباحث أن يعرض الصورة الأولية للاستبيان علي عدد من الخبراء أو المختصين لمعرفة آرائهم بفقراته ومدي وضوحها وترابطها وملاءمتها للاستخدام.

تعديل الاستبيان:

حيث يقوم الباحث بتعديل استبيانه في ضوء الملاحظات التي يتلقاها فيصل إلي صدق الاستبيان وثباته، فيتم التأكد من  صدق الاستبيان وثباته.

ثالثا: الاستبيان في صورته النهائية:

يحتوي الاستبيان في صورته النهائية علي جزء ين مهمين هما: مقدمة الاستبيان وفقراته:

أ ـ مقدمة الاستبيان:

يوضح الباحث في هذه المقدمة العرض العلمي للاستبيان ونوع المعلومات التي يحتاجها إليها من الذين سيجيبون عن الاستبيان، ويشجعهم علي الإجابة الموضوعية والصريحة علي فقراته.

ويطمئنهم علي سرية المعلومات وعدم استخدامها لأغراض إدارية قد تنعكس سلبا علي المفحوصين، كما يوضح الباحث مدي ما سيقدمه المفحوص من فائدة لاستكمال هذا البحث والوصول إلي معرفة الحقيقة، كما تشمل المقدمة توضيحا لطريقة إجابة المفحوصين علي فقرات الاستبيان.

ب ـ فقرات الاستبيان:

وتشمل هذه الفقرات أسئلة الاستبيان كافة، مع الإجابات التي توضح أمام كل فقرة ليقوم المفحوص باختيار التي يراها مناسبة.

رابعا: أشكال الاستبيان:

يمكن بناء أو صياغة الاستبيان وفق الأشكال الثلاثة الآتية:

أ ـ الاستبيان المغلق: وهو الاستبيان الذي يطلب من المفحوص اختيار الإجابة الصحيحة من مجموعة الإجابات مثل نعم، لا، كثيرا، قليلا، نادرا.

إن الاستبيان المغلق يساعد الباحث في الحصول علي معلومات وبيانات أكثر مما يساعد علي معرفة العوامل والدوافع والأسباب، ولكن لهذا الشكل ميزة واضحة وهي سهولة إجابة أسئلته، فهو لا يتطلب وقتا طويلا من المفحوص أو لا يطلب من المفحوص أن يكتب شيئا من عنده.

ب ـ الاستبيان المفتوح:

وهو الاستبيان الذي يترك للمفحوص حرية التعبير عن آرائه بالتفصيل مما يساعد الباحث علي التعرف إلي الأسباب والعوامل والدوافع التي تؤثر في الآراء والحقائق، ولكن يؤخذ علي هذا الشكل أن المفحوصين لا يتحمسون عادة للكتابة عن آرائهم بشكل مفصل  ولا يمتلكون الوقت الكافي للإجابة عن أسئلة تتطلب مهم جهدا، كما أن الباحث يجد صعوبة في دراسة إجابات المفحوصين وتصنيفها بشكل يساعده للإفادة منها.

ج ـ الاستبيان المغلق المفتوح: يتكون هذا الشكل من أسئلة مغلقة يطلب من المفحوصين اختيار الإجابة المناسبة لها، وأسئلة مفتوحة تعطيه الحرية في الإجابة.

خامسا: قواعد تراعي في صياغة الاستبيان:

أ ) قواعد عامة:

يراعي الباحث القواعد الآتية في بنائه للاستبيان وإعداده بصورته النهائية: يفترض أن لا يكون الاستبيان من الطول بحيث تتطلب إجابته جهدا شاقا ووقتا طويلا من المفحوص، فالاستبيانات الطويلة لا يتحمس المفحوصين لإجابتها، وغالبا ما تهمل من قبل بعضهم، تجنب وضع أسئلة لا مسوغ لها وغير مهمة لأن ذلك يشعر المفحوصين بعدم أهمية الاستمرار في الإجابة وتفقد بعض المفحوصين الدافعية لاستكمال الإجابة.

إن توجيه الأسئلة للتفكير الدقيق أو التي تتطلب تفكيرا معقدا قد يؤدي إلي نفور المفحوصين وانخفاض مستوي دافعيتهم للإجابة، ولذلك يبتعد الاستبيان عم مثل هذه الأسئلة.

إذا كان بالإمكان الحصول علي المعلومات من مصادر أخري كالسجلات والوثائق فلا داعي لأن يطلبها الباحث من خلال الاستبيان، فالاستبيان هو أداة للحصول علي معلومات غالبا ما تكون غير معروفة إلا لدي المفحوصين، كما أنه أداة للحصول علي الآراء والمواقف والتعرف إلي الانطباعات والمشاعر.

أن وجود عناصر تنشيطية تجذب انتباه المفحوص، أو وجود عناصر تنفيسيه تسمح له بالتعبير عن مشاعره وآرائه يمكن أن يساعد علي قيام تفاعل مهم بين المفحوصين والاستبيان يدفع المفحوص للإجابة بدقة وجدية.

تأكد من ارتباط سؤال الاستبيان بمشكلة البحث وبتحقيق هدف جزئي يسهم في تحقيق أهداف البحث.

ب ـ قواعد تتعلق بصياغة الأسئلة:

يراعي الباحث القواعد الآتية أثناء صياغة لأسئلة الاستبيان:

أن تصاغ الأسئلة بعبارات واضحة وكلمات لها معان محددة، بحيث يكون من السهل علي المفحوصين إدراك المطلوب من السؤال.

أن تستخدم الكلمات العامة التي يتفق الناس علي معانيها، والابتعاد عن الكلمات غير الشائعة أو الكلمات الفنية المتخصصة، أو التعبيرات والمصطلحات التي لا يفهمها غير الفنيين.

أن تكون الجمل المستخدمة في صياغة الأسئلة قصيرة ومرتبطة بالمعني، فلا داعي لاستخدام جمل طويلة  قد تعيق المفحوص عن فهم المعني الدقيق للعبارة.

أن تصاغ الأسئلة ذات الطابع الكمي >>الأسئلة التي يحتاج إلي إجابة رقمية، بشكل دقيق ومباشر.

أن يحوي السؤال الواحد فكرة واحدة فقط، فلا يجوز حشد أكثر من فكرة في السؤال الواحد.

تجنب وضع أسئلة تتطلب إجابات قد يشعرا لمفحوص بالحرج، أو أسئلة توحي للمفحوص باختيار إجابة معينة.

ج ـ قواعد تراعي في ضمان صدق الاستجابة:

يراعي الباحث القواعد الآتية كوسائل تساعده علي التأكد من أن المفحوصين يجيبون إجابات جادة وصادقة علي أسئلة الاستبيان:

وضع أسئلة خاصة توضح مدي صدق المفحوص، كأن توجه إليه أسئلة واضحة الإجابة ولا تحتمل أكثر من إجابة.

وضع أسئلة خاصة ترتبط إجابتها بإجابات أسئلة أخري في الاستبيان، إن وجود خلل أو تقاطع في إجابات هذه الأسئلة قد يكشف عن عدم دقة المفحوص في الإجابة، فالمفروض أن تكون إجابات هذه الأسئلة منطقية.

وهناك وسائل أخري يمكن أن يستخدمها الباحث للتأكد من صدق إجابات المفحوص مثل مقارنة بعض الإجابات التي حصل عليها الباحث من الاستبيان بمعلومات أخري موجودة في السجلات والوثائق.

د ـ قواعد تتعلق بترتيب الأسئلة:

يراعي الباحث ما يلي أثناء ترتيبه لأسئلة الاستبيان:

البدء بالأسئلة السهلة التي تتناول الحقائق الأولية الواضحة المتعلقة بالسن والعمل والحالة الاجتماعية والدخل الشهري وغير ذلك.

ترتيب الأسئلة بشكل منطقي متسلسل، فلا يجوز أن ينتقل المفحوص من موضوع إلي موضوع ثم يعود إلي الموضوع نفسه مرة أخري، بل يحرص الباحث علي أن يضع الأسئلة الخاصة بموضوع معين في وحدة واحدة متسلسلة في الاستبيان، وبعد انتهاء هذه الأسئلة يبدأ بالانتقال إلي أسئلة أخري مرتبطة بموضوع آخر.

 

سادسا: توزيع الاستبيان:

أ ـ الاتصال المباشر: يحقق الاتصال المباشر المزايا التالية:

يتيح الاتصال المباشر للباحث دراسة انفعالات المفحوصين وتعبيراتهم الحسية واللفظية مما يجعله في وضع أفضل لفهم استجاباتهم وتحليلها.

يتمكن الباحث من الإجابة عن بعض تساؤلات المفحوصين التي قد تثار علي بعض الأسئلة ، وبذا تتاح له الفرصة لتوضيح بعض جوانب الاستبيان.

إن اتصال الباحث المباشر مع المفحوصين قد يضمن تشجيع المفحوصين علي الاستجابة، ومن ثم يقلل من الهدر الناتج عن إهمال عدد من المفحوصين لهذا الاستبيان.

إن وجود الباحث الشخصي مع المفحوصين قد يقنع المفحوصين بجدية الموضوع ويضمن استجاباتهم للاستبيان.

ب ـ عن طريق البريد.

قد يجد الباحث صعوبة في جمع المفحوصين الذين يعيشون في مناطق جغرافية متباعدة ويصعب الاتصال بهم اتصالا مباشرا.

توفير كثير من الجهود والنفقات علي الباحث اذ يعد البريد وسيلة سهلة لا تتطلب جهدا شاقا ونفقات مرتفعة.

ولكن يؤخذ علي هذا الأسلوب أنه يتطلب وقتا طويلا في وصول الاستبيانات الي المفحوصين وإعادتهم للباحث، كما أن بعضا من أفراد العينة لا يجيبون عن الاستبيان، وبذلك تقل العينة عن الحجم المطلوب.

سابعا: عيوب الاستبيان:

قد تتأثر إجابات بعض المفحوصين بطريقة وضع الأسئلة إذا كانت هذه الأسئلة توحي بالإجابة، فيحاول المفحوص أن يجيب عن الأسئلة بما يرضي الباحث لا بما يشعر هو.

هناك فروق واسعة بين المفحوصين من حيث مؤهلاتهم وخبراتهم وتفاعلهم مع موضوع الاستبيان فالمفحوصون لا يتمتعون بالكفاءة والخبرة نفسها ومن هنا كانت المعلومات التي يقدمونها مرتبطة بخبراتهم الخاصة.

يميل بعض المفحوصين الي تقديم معلومات غير دقيقة أو معلومات جزئية أو قد يخشي التعبير الصريح عن آرائه وموافقه نتيجة لاعتبارات اجتماعية معينة أو لاعتبارات أمنية تتعلق بسلامته الشخصية.

قد لا يتوافر مستوي الجدية المرتفع عند بعض المفحوصين فيجيبون عن أسئلة الاستبيان بتسرع وعدم اهتمام.

---

تعليقات

---