أكاديـمـيـا جلـــــوب

---

الدراسات البيئية

( Interdisciplinary)

لقد عانت العملية التعليمية كثيراً من المناهج التقليدية التي تركز تحديداً علي نظام واحد فقط علي الجانب الآخر نجد أن برامج الدراسات البيئية، في الآونة الأخيرة؛ تعد مطلباً أساسياً للعديد من المهن في سوق العمل، حيث ثبت أن الطلاب الذين يتعلمون من خلال الدراسات البيئية يتمتعون بمهارات تفكير وإتقان عالية ومتكاملة.

ما المقصود ببرامج الدراسات البيئية؟

تعرف أحياناً بالبيئية أو البنائية وهي تمثل نوعاً من المعرفة البيئية (Interdisciplinary) فهي تجسيم جيد وتوحيد متميز لروافد شتي، انبثقت من أنظمة معرفية متنوعة (Multidisciplinary) من بينها الفلسفة، والاجتماع، وفلسفة العلوم، والرياضيات والعلوم واللغات وغيرها.

يجب علينا أولاً تعريف مصطلحات " النظا م Discipline " في أبسط أشكاله، النظام هو فرع من فروع المعرفة أو حقل دراسي يقع ضمن أي من ثلاث مجموعات أو التخصصات التالية:

• العلوم: الفيزياء والكيمياء والجيولوجيا والزراعة ومختلف المجالات الهندسية.
• العلوم الاجتماعية: علم النفس، القانون، علم الأنسان، والاقتصاد، والعلوم السياسية، وعلم الاجتماع.
• العلوم الإنسانية: الفنون، الأدب، التاريخ، الفلسفة، الدين، المسرح.

عرفها كلاين ووليم (2001) علي أنها دراسات تعتمد علي حقلين أو أكثر من حقول المعرفة الرائدة، أو العملية التي يتم بموجبها الإجابة علي بعض الأسئلة أو حل بعض المشاكل أو معالجة موضوع واسع جداً أو معقد جداً يصعب التعامل معه بشكل كاف عن طريق نظام أو تخصص واحد.

واتفقت أراء التربويين حول تعريف التخصصات البيئية بأنها نوع من الحقول المعرفية الجديدة الناشئة من تداخل عدة حقول أكاديمية تقليدية أو مدرسة فكرية تفرضها طبيعة متطلبات المهن المستحدثة.

وتشمل الدراسات البيئية الباحثين والطلاب وأعضاء هيئة التدريس بهدف الربط والتكامل بين عدة مدارس فكرية أكاديمية ومهن وتقنيات متنوعة لبلوغ رؤي وإنجاز مهام مشتركة، كما يجب علينا التفريق بين كلمة الدراسات المتعددة Multidisciplinary وكلمة الدراسات البيئية Interdisciplinary ،  حيث تشير الأولي إلي الدراسات التي تجمع بين نظامين "أ" و "ب" لحل مشكلة بينهم، بينما يشير الثاني إلي الدراسات التي تجمع بين نظامين "ا" و "ب" لحل مشكلة ما عن طريق التكامل بينهما  للوصول إلي فهم أعمق لحقل معرفي متكامل وهو "ج".

خصائص الدراسات البيئية:

هناك أربع جوانب هامة للدور الذي يمكن أن تلعبه الدراسات البيئية:

1 ـ دمج المعرفة (Knowledge Integration): وتعني ربط وتكامل المدارس الفكرية والمهنية والتقنية للوصول إلي مخرجات ذات جودة عالية مبنية علي العلوم الأساسية والطبيعية علي سبيل المثال، هناك بعض المشاكل الاجتماعية، مثل ظاهرة التطرف الديني، لا يمكن حلها من خلال تخصص واحد ولكن من خلال الدراسات البيئية يمكن صياغة برنامج يجمع بين عدد من التخصصات، مثل التاريخ والعلوم السياسية وعلم الاجتماع والقانون والاقتصاد والدين وعلم النفس، مما يساعد علي فهم أعمق وأكثر شمولاً لحل هذه المشكلة.

2 ـ الإبداع في طريق التفكير( Modes of thinking): تعني تطوير القدرة علي عرض القضايا ومزج المعلومات من وجهات نظر متعددة لتحدي الافتراضات التي بينت عليها وتعميق فهمها، مع الأخذ في الاعتبار استخدام أساليب البحث والتحقيق من التخصصات المتنوعة لتحديد المشاكل والحلول للبحوث خارج نطاق النظام الواحد.

3 ـ تحقيق التكامل (Integration): تحقيق التكامل تعني إدراك ومواجهة الاختلافات بين التخصصات المختلفة للوصول إلي وحدة المعرفة المتكاملة والأكثر شمولاً من المسموح به من قبل رؤية أي تخصص واحد، وفقاً لفيرونيكا مانسيلا وهوارد جاردنر(2003) فأن الدور الرئيسي للدراسات البيئية هو تحقيق التكامل بين المعرفة وطرق التفكير لأثنين أو أكثر من التخصصات يمكن استيعاب ظاهرة تداخل التخصصات والفروع العلمية في برامج التأهيل والتعليم والبحث العلمي من خلال الدراسات البيئية.

4 ـ إنتاج المعرفة (Knowledge  producing): إن الحاجة إلي إجراء الدراسات البيئية أصبحت الآن أقوي من أي وقت مضي، ويرجع ذلك إلي أن العديد من المشاكل المتزايدة التي تهم المجتمع لا يمكن أن تحل بشكل كاف عن طريق تخصص واحد معين، وإنما تتطلب دراسات بيئية ذات رؤي واضحة تعتمد علي الطرق الحديثة وعلي باحثين مؤهلين لإنتاج معارف جديدة. بالإضافة إلي أن الدراسات البيئية تساعد علي مواكبة التطور الجاري في الكثير من التخصصات عالمياً بما يلبي المتطلبات الديناميكية المستمرة للمجتمعات الحديثة التي تتطلب درجات أعلي من التخصص.

---

تعليقات