Facebook
WhatsApp
Twitter
Instagram
LinkedIn
YouTube
Telegram
Academia_Globe     +201005699966 - Academia_Globe   +966535561107

أكاديـمـيـا جلـــــوب


المدونة




Academia_Globe

27/02/2021

كيف تظهر شخصية الباحث في البحث العلمي؟
/مقالات علمية

المبحث الأول: الأمور العامة التي لابد للبحث العلمي من وجودها:

أبدأ بذكر هذه الأمور علي شكل نقاط، ولا أطيل التعليق عليها، فهي أمور معروفة لا أريد من ذكرها إلا التذكير فقط، ولكن لا بد من الاعتراف أيضاً أن شخصية الباحث تتدخل في تجلية هذه النقاط من خلال حرصه علي استيفائها شروطها، والبلوغ بهذه النقاط إلي القمة في الإنجاز والإتمام والاختيار، ومن هذه النقاط:

1 ـ أن يكون الباحث مبتكراً فيه شيء جديد، ولعل هذه من أهم النقاط التي تعيق اختيار الموضوع، فيجول الطالب ويصول بحثاً عن عنوان جديد، وربما تراوده نفسه أن يعيد الكتابة في موضوع مكتوب فيه، لعله يأتي بجديد أو ينتقد من خاض في ذلك الموضوع، ومن هنا سنّت بعض الجامعات تشريعات تحيز البحث في موضوع مبحوث فيه شريطة الإتيان بجديد آخر غير الذي جاء به الباحث السابق.

2 ـ أن يكون الباحث منظمًا من حيث التقسيم والتبويب، ومرتبًا ترتيبًا منطقيًا حسب موضوعه، وأن تكون له مقدمة وتمهيد ونتائج وخاتمة، إضافة لفصول البحث، وأن يكون في المقدمة تعريف بالبحث، وبيان المنهجية المتبعة فيه، وشيء عن الجهود السابقة.

3 ـ تناسب طول الفصول والمباحث مع بعضها قدر الإمكان، فنجد أحيانًا بعض الرسائل والأطروحات غير متناسبة التوزيع، فربما يكون فصل من أربعة فصول أكبر من باقي الرسالة أو الأطروحة، صحيح إنه ربما تكون طبيعة الرسالة تقتضي هذا، ولكن لابد أن يكون التقسيم مسوغًا مقنعًا، وإلا فهذا مظهر من مظاهر الخلل والتشويه...

4 ـ حسن اختيار العنوان بحيث يغطي الموضوع، ولا يجوز أن يكون أحدهما أوسع من الآخر، فنجد أحيانًا بعض العناوين أكبر أو أضيق من ميدان الدراسة، فتبدو الرسالة أو الأطروحة مشوهة، فإن كان العنوان فضفاضًا فلم تغط الدراسة حجمه، وقد يبدو ضيقًا حين يخوض الباحث في أمور لم تندرج أصلاً في المخطط، أو كان لابد منها ولكن العنوان لا يسعف في تغطيتها، وهنا لا مانع من تغيير العنوان ولو بعد حين، فالمهم أن تتطابق الدراسة مع العنوان، وتندرج تحت مظلته.

5 ـ عدم الخوض فيما لا داعي له، وهذه من الأمور المهمة التي ينبغي التقيد بها، وهي التي تؤدي ببعض الباحثين إلي ما يسمي بالحشو، فالدراسة مقيدة بعنوان، ولها أهداف، فلا نتجاوز الحدود وإلا تعكر صفاء الدراسة ودخل فيها ما ليس منها، ومن هنا فلا بد من وجود ما يسمي بمحددات الدراسة، يقيد الباحث رسالته أو أطروحته بما يود البحث فيه، حتي لا يُنتقد فيما لو كان في نظر الآخرين مقصراً أو مسهباً.

6 ـ عدم الخوض فيما استأثر الله بعلمه، أو فيما هو خارج نطاق عقل الإنسان، إلا في حدود المعني اللغوي، ولئن كانت هذه أقرب إلي الدراسات الإنسانية، ولكن لابد من الإشارة إليها كون كثير من تحديات العصر موجود فيها، صحيح إن البحث العلمي نزيه، ولابد من الحياد العلمي فيه، ولكن ثمة قواعد وأصول لا بد من الاتفاق عليها، منها هذه، فهناك أمور استأثر الله بعلمه فيها، من حيث حقيقتها وتفاصيلها، ولمن لا يعني هذا عدم البحث في المعني اللغوي أو ببعض محدداتها، فالعقل البشري أن يجتهد ولكن في حدود معينة، وإلا فستكون الغيبيات مسرحًا لاجتهادات البشر، وعندها يكون الخلط والتشتيت والابداع، وكله ضرب من الخيال والضلال.

7 ـ التزام الأمانة العلمية بشكل كامل، فلا يحق لأي منا أن يدعي كلامًا لغيره وينسبه لنفسه، فالكلام المنقول بحروفه يوضع بين أقواس ويشار إليه في الهامش بذكر المرجع مباشرة، أما الكلام المنقول بالمعني فلا يوضع بين أقواس، ويشار إليه في الهامش بذكر المرجع مباشرة وقبله كلمة (انظر) أو ذكر كلمة (بتصرف) بعد ذكر المرجع.

8 ـ التزام الحياد في المناقشة والبعد عن التعصب في دراسة المسائل العلمية، وكذلك البعد عن العاطفة، فنجد أحيانًا دراسة عن فرقة ما، أو بلد ما، أو مضوع اي فيه رأي ما، فهنا لا يجوز أن يطغي رأيي أو توجهي أو عاطفتي علي مجريات البحث، فالحقيقة هي سيدة الموقف، وهذه من ميزات البحث العلمي حين ينحاز أحدنا إلي الحق لا إلي هوي نفسه، فبهذا تنضبط الأفكار ونقضي علي الهوي ونخدم العلم ونتائجه.

9 ـ تجنب تكرار الكلام في الموضع الواحد، وكذا في المواضع المختلفة من البحث، وإن كان لابد فيمكن للباحث أن يحيل إلي المكان الذي ذكر فيه المعلومة السابقة، ولابد من الدقة في تحديد المكان.

10 ـ من حيث التوثيق فلا بد من التفريق بين المرجع والمصدر، فالمصدر هو الأصل إن كان مطبوعًا، فنرجع إليه لا إلي مرجع آخر نقل عنه، ولابد من مراعاة أن كل علم يؤخذ من مصدره، فالحديث النبوي من مصدره، والمعلومة الجغرافية من مصادرها، والشعر من مصادره، والمعني اللغوي من المعاجم، وهكذا، ولابد من ترتيب المصادر والمراجع هجائيًا حس اسم المؤلف (الشهرة)، أو حسب عنوان الكتاب، مع حذف (ال) و(ابن) و(أبو)، أما أن رجع الباحث إلي أكثر من مصدر أو مرجع للمعلومة الواحدة وأراد إثبات ذلك في الهامش فليبدأ بذكر المرجع الأقدم، وهكذا. إلا إذا كان الكلام مقتبسًا من مرجع معين، وله شبيه عند آخرين، فعندها يثبت الكلام المقتبس، ثم يقول: "وانظر أيضاً كلاً من ......".

11 ـ تجنب الألفاظ الدالة علي تعظيم الباحث مثل ( قمنا) و (بحثنا) وأمثالها، فلا بد للباحث من التواضع، وفي هذا السياق لابد من التنويه علي احترام الهيئات والذوات، والبعد عن التجريح، فهذا بحث علمي نزيه.

12 ـ لا بد من ذكر المعلومات الكاملة عن الطبعة، وذلك في قائمة المصادر والمراجع، والمعلومات حسب الترتيب هي: (دار النشر، مكانها، رقم الطبعة، سنة الطبع)، وهنا لابد من اتباع سياسات النشر، فربما تشترط بعض الجامعات أو الدوريات شروطًاً مختلفة، فالأصل اتباعها، ولكن لابد من وجود معلومات كاملة عن الطبعة ليسهل الرجوع إليها.

13 ـ أن يحتوي البحث علي ملخص بالغتين العربية والإنجليزية، أو اللغة التي كتبت الرسالة بها.

14 ـ لابد من نتائج وخاتمة فيها التوصيات، ويحبذ أن تذكر نتائج البحث علي شكل نقاط، وكذا التوصيات، وعلي الباحث أن يكون منطقياً في توصياته ولا يطالب بما هو مستحيل.

15 ـ سلامة اللغة ومراعاة علامات الترقيم والفقرات.

المبحث الثاني: مجالات ظهور الشخصية:

كما قلت سابقاً، فإن ما ورد أعلاه في المبحث الأول يمكن أن يكون مادة وفيرة لمبدأ ظهور الشخصية، إذ إن النقاط في عمومها يتحكم فيها ويضبطها ويوفيها حقها، بل يحرص كل الحرص علي إتمامها، ولكن ثمة نقاط هي أوفر حظاً من غيرها في مبدأ ظهور الشخصية، أجتهد وأذكر بعضاً منها، وهي:

1 ـ أن يبدع الباحث في بحثه، تحليلاً ومناقشة واختصاراً للأقوال واستنباطاً، فهذا ميدان رئيس لظهور الشخصية، وبدونه لا يكون البحث إلا نقولاً أو شبه نقول، فيعتمد الباحث كلياً علي غيره، ولابد من تفصيل هذه النقطة:

أ ـ لابد من تحليل المعلومات المقتبسة، وتبويبها، وهي معلومات الأصل أن تكون دقيقة، مرتبة، مسندة إلي أصحابها، فهنا يحرص الباحث علي الدقة فيها، وحسن الإخراج والتبويب، هو بحثه ونتاجه، وتعجبني في هذا السياق مقولة أن لا تخط بيمينك إلا ما يسرك أن تلقاه غداً في صحيفتك.

ب ـ مناقشة هذه المعلومات أمر مهم يظهر شخصية الباحث، فهو ليس مجرد ناقل، وإلا ستكون المعلومات المنقولة حجة عليه، أو علي الأقل سيبدو موافقاً علي كل شيء ينقله، فمناقشة الأقوال تضعها في نصابها الصحيح، فقد يؤيدها أو يرفضها أو يعدل مفاهيمها، وكلها لا بد فيها من الحجة والأدلة، ولابد من الأدب الكامل والاحترام والنقد البناء المبني علي أصول، لا مجرد النقد أو التجريح أو إظهار الشخصية ولو بالباطل، وهنا نتذكر أن الرجوع إلي الحق خير من التمادي في الباطل، ونتبع الحق ولو كان عند غيرنا.

ت ـ اختصار الأقوال من الأمور التي تظهر فيها الشخصية، فعندما تكون هناك نصوص كثيرة تفيدني، وأنا اعلم أنها بطولها قد تؤثر علي البحث، فهنا لابد من اختصارها، أو الوقوف علي موضع الشاهد منها، فكثرة النقول أمر مخل بالبحث العلمي، ويتساءل القارئ مباشرة: أين شخصية الباحث؟ لماذا لم يختصر تلك المعلومات ويعطينا زبدتها ورحيقها؟ أو لماذا لم يذهب بنا إلي موضع الشاهد مباشرة؟ وهنا لابد من الانتباه إلي ما يفعله بعض الباحثين حين يجتزئ العبارة من النص، ولا ينظر إلي ما قبلها أو بعدها، فيظلم النص نفسه، ونقع فيما يشبه " لا تقربوا الصلاة"، فالانتباه إلي السياق عموماً أمر مهم جداً في الاقتباس.

ث ـ تظهر شخصية الباحث جلياً عندما يحاكي الأقوال، ويناقشها وينتقدها ويستنبط منها ما يريد، فهنا الدور الأبرز والأهم للشخصية، فهو يعي ما يكتب وينقل، بل هو متمكن لدرجه أنه يخضع النص أمامه ليقارنه بغيره، ويستنبط منه، ويوجهه حسبما تقتضي القواعد العلمية، من أجل الوصول إلي نتائج علمية صحيحة مقنعة.

2 ـ التزام أدب الإسلام في كل ما نكتب من عبارات، خاصة حفظ الحقوق وإنزال الناس منازلهم التي يستحقونها، وليعذرني الجميع فعندما أقحم الإسلام هنا فلأنه دين العلم دين (اقرأ)، وهو الرائد في البحث العلمي، ولا يحبطنا واقع أمتنا الآن مقارنة مع غيرنا، فلا نعيب إلا أنفسنا، وإلا فالله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم، فقد علمنا الإسلام الأدب حتي مع الأعداء، ولكننا نركز عليه هنا في هذه النقطة لكي يضفي الباحث في رسالته/ أطروحته ما تعلمه من دينه وتقاليده، وينبغي أن يعلم أن العلماء شأنهم عظيم، فلا أقل من التزام الأدب والعفة، وهذا لا يناقض البحث والنقد والمناقشة، بل النقد نفسه والمناقشة إن كانا بأسلوب مؤدب رصين ربما يعملان عملهما في الإقناع، فقد جُبِل الناسُ علي حبّ من أحسن إليهم، وكره من أساء إليهم.

3 ـ مراعاة أن خير الكلام ما قل ودل، وأن لكل مقام مقال، فلابد من فطنة وكياسة في معالجة الأمور والمناقشة، وهنا تكون بلاغة الباحث وحكمته، في اختيار الألفاظ ومناسبة الكلام مقتضي الحال، وجميل جداً أن يركز الباحث علي جوهر الأشياء لا علي فضلاتها، وأن يتجنب مل ما يضر بالبحث ويشوه جماله، وهنا لابد أن أذكر بأن الأصل النوع لا الكم، فلتظهر براعة الباحث في إخراج بحثه في أجمل صورة وأبهاها وأكثرها إقناعًا وقبولاً.

4 ـ استغلال الهامش لأكثر من غرض التوثيق، فيخطئ كثير من الباحثين في جعل الهامش مستودعاً للتوثيق فقط، وهنا تبرز شخصية الباحث في التحكم بالمعلومات المودعة في رسالته، فما كان أصلاً وجوهرياً أو ضرورياً فلا بد من وجوده في متن الرسالة/الأطروحة وأصلها، أما ما كان سوي ذلك ويريده الباحث فمكانه في الهامش، حيث المعلومات الإضافية، سواء لترجمات أو التعليقات أو التوجيهات، وهكذا.

5 ـ تجنب كثرة النقول، وتتابعها، فلابد من كلام الباحث يربط من خلاله بين النصوص المقتبسة، وهنا لا بد أن أبين حقيقة أن كثرة المراجع مطلوبة تشعر برجوع الباحث إلي أكبر عدد من الكتب واطلاعه علي جهود السابقين، ولكن مع هذا فلابد من تجنب كثرة النقول، فالأولي من النقل التحكم والاختصار وصهر المعلومات في عبارات للباح نفسه، هنا تظهر شخصيته العلمية وقدرته علي محاكاة النصوص والتصرف فيها، ولابد من تقعيد حقيقة أنه لا ينقل بحروفه إلا النص المقدس، والذي لا يمكن اختصاره، أو النص المراد نقده، وما سوي ذلك فالأصل التحكم والتصرف فيه. وثمه خطأ آخر يقع فيه بعض الباحثين وهو تتابع النقول، وربما لا يفصل بينهما بأي فاصل، وهذا مخل بالبحث ملغٍ لشخصية الباحث مصورّ لها وكأنه مجرد ناقل، فإضافة إلي التصرف، وإلا فلتكن للباحث عبارات ما قبل الاقتباس الاخر، وهكذا.

6 ـ أن يكون طابع البحث جدياً فيه صفات البحث العلم الأصيل، وهذه أيضاً واضحة من حيث لا بد أن يناقش البحث مشكلة حقيقية تشكل مادة البحث، وربما ما ذكرته سابقاً يدل علي هذا، ولكن هنا حيث شخصية الباحث مطلوبة، فلابد من الجدية في مناقشة النقاط والمشكلات، فميزة البحث العلمي النزاهة والحيادية والجدية، وقوته في هذه الأمور، ليكون أقرب إلي الحقيقة منه إلي المجاملة والعفوية، فابد من توفر صفات البحث العلمي التي أشرنا إليها في المبحث وهنا في هذا المبحث أيضًا.

المصدر:

محمد خازر المجالي.(2011). تجويد الرسائل والأطروحات العلمية و تفعيل دورها في التنمية الشاملة والمستدامة. ورقة عمل مقدمة للملتقي العلمي بكلية الدراسات العليا, جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.

 







تعليقات


أكاديـمـيـا جلـــــوب

طريقك لمستقبل أكاديمى واعد


معلومات الاتصال

تواصل مع اكاديميا جلوب من خلال مواقع التواصل الاجتماعى او ارسل لنا بريد الالكترونى لتستقبل كل جديد


طرق الدفع

Academia_Globe Academia_Globe Academia_Globe
Academia_Globe Academia_Globe

تابعنا على تويتر



جميع الحقوق محفوظة لأكاديميا جلوب 2020

صمم بواسطة True.Sys