قواعد كتابة مسودة فصول الرسالة قبل عرضها على المشرف
أولاً: عام:
1- انتهاء الباحث من جمع المادة العلمية وحصر المراجع وفرز البطاقات، مرحلة يستطيع الكثيرون القيام بها بدون تفاوت يذكر، أما مرحلة كتابة الفصول، فهي مرحلة يبرز فيها التفاوت بروزًا كبيرًا، وتظهر فيها شخصية الباحث ظهورًا واضحًا.
2- تعتبر مرحلة اختيار وترتيب المادة المناسبة لموضوع البحث من بين كل المادة التي جمعها الباحث مرحلة شاقة؛ ذلك لأن الطالب سيجد نفسه ملزمًا بألا يثبت كل ما جمعه، وبخاصة إذا كان موضوعه مطروقًا، وكثُرت الأبحاث فيه، وأن عليه أن يدخل مرحلة الاختيار أو التصفية، وهي مرحلة تتوقف على قدرة الطالب على تقويم ما جمعه ومادته؛ ليأخذ منها ما يناسبه ويترك الآخر.
3- قد يصعب على الباحث أن يتخلى عن المادة التي قضى في جمعها وقتًا وجهدًا، وألا يستعملها في رسالته، ولكن عليه أن يتذكر أن حشر مادة غير ضرورية سيؤثر حتمًا على قوة الرسالة، ويقلل من قيمتها، وعليه أن يعلم أن ما تخلى عنه من مادة علمية قد يفيده مستقبلاً في بحوث أخرى.
4- يجب أن يضع الباحث في اعتباره أنه مسؤول عن كل ما يورده في رسالته، ولا يعفيه من المسؤولية أن يكون ما أورده قد نقله من باحث آخر مهما كانت مكانته العلمية، فعليه ألا ينقل إلا ما تطمئن إليه نفسه.
ثانيًا:عندما يسمح المشرف للباحث بكتابة أحد فصول الرسالة على الباحث أن يقوم بالآتي:
1- أن يحصر جميع جزئيات المادة العلمية المطلوبة للدراسة، ثم فحصها فحصًا دقيقًا، وتحديد ما هو واضح وما هو في حاجة إلى إيضاح، وما هو في حاجة إلى المزيد من المراجع العلمية، وتبدأ هذه العملية بأن يضع الطالب أمامه البطاقات التي جمعها والأوراق التي بها المادة، ثم يقوم بقراءتها ثانية والتفكير فيما احتوته، ثم يختار منها ويكون رأيًا ينساب في كتابته لها تبعا لخطة البحث الأصلية.
2- أن يضع القواعد أو المعايير التي يتم بموجبها تحديد ما يدخل من الجزئيات في الحصر، وما لا يدخل فيه وفقًا لأهداف البحث، فعندما يعثر على أية مقالة أو كتاب يتضمن عنوان بحثه الرئيس أو أحد العناوين الفرعية يدخلهما في عملية التحليل، ما عدا ذلك فيستبعده.
ويلاحظ أن هذه العملية هي عملية تصفية لمرحلة تجميع المادة العلمية في الغالب، فقد يجمع الباحث مادة علمية أكثر مما تتطلبه الدراسة، أو يجمع مادة علمية تتفاوت في درجات مصداقيتها، فتكون هذه العملية بمثابة عملية التصفية قبل حصرها ووصفها والاستدلال أو الاستنتاج منها.
2- أن يصنف هذه الجزئيات حسب طبيعة الدراسة وأهدافها.
3- أن يرتب وينظم هذه الأصناف بطريقة تؤدي إلى إبراز اتجاه أو عدة اتجاهات محددة ذات دلالات خاصة، فالترتيب والتنظيم قد يعني بيان غلبة سمة على سمات أخرى، كما يقود إلى الخلاصة العامة لمجموعة من الفقرات أو المباحث أو الفصول، ويكون الهدف من الترتيب في الدراسات الوصفية هو أن تظهر بصورة منطقية، يسهل استيعابها وتخدم جوهر الدراسة.
ثالثًا:على الباحث مراعاة الآتي حينما يقوم بكتابة مسودة فصول أو أبواب الرسالة:
1- أن يفتتح الفصل أو الباب الذي يكتب فيه بمقدمة قصيرة تبين النهج الذي سيتبعه في دراسته، والأهم من ذلك أن يكتب في ختام كل باب أو فصل موجزًا يعرض فيه باختصار النتائج التي توصل إليها.
2- أن يترك فراغًا بقدر سطر بين كل سطرين، وأن تكون الكتابة على وجه واحد من الورقة، وأن يترك في أسفل كل صفحة المسافة المطلوبة لكتابة الحواشي، فقد يعن للباحث أن يضيف جديدًا في ثنايا ما انتهى إليه من كتابته، فإذا كان هذا الجديد سطرًا فأقل، كتبه في الفراغ بين السطرين مع وضع إشارة (×) لتحدد موضع الإضافة، أما إذا زادت الإضافة عن سطر واتسع لها الهامش الجانبي، فإنها توضع فيه بعد تحديد موضع الإضافة بعلامة كالسابقة، ويمكن للباحث أن يستخدم ما سبق بسهولة عن طريق برنامج الـ (WORD ). ، وإذا أراد الباحث أن يضيف زيادة مقدارها خمسة أسطر، فعليه أن يضع سهمًا يبدأ عند المكان الذي يريد وضع الزيادة فيه، ويمتد بهذا السهم ليشير إلى ظهر الورقة، ثم يضع الزيادة بظهر الورقة، وأن ينبه كاتب الكمبيوتر ليلاحظ ذلك عند الكتابة على افتراض أن الباحث لا يكتب رسالته بنفسه.
3- على الباحث عند تعامله مع المفاهيم أن يرتبها بادئًا بالأكثر شمولاً ومنتهيًا بالأقل شمولاً.
4- أن يكون تعامله مع المادة متسقًا مع المتغيرات (المستقلة والتابعة)، فيدرج من المادة العلمية ما هو مرتبط بها ويستبعد ما ليس مرتبطا بها.
5- أن يبرز شخصيته بمقارنة النصوص بعضها بالبعض، وأن يبدي رأيه بين الحين والآخر؛ ليدل على حسن تفهمه للمادة التي جمعها، وأنه مؤثر فيها، وليس متأثر بها فحسب، وبمعنى آخر ألا يكون مجر ناقل، بل يكون باحثًا ناقدًا خبيرًا.
6- إذا كان الباحث يريد أن يورد أدلة ليدعم رأيا معينا فإن عليه أن يبدأ بأبسط الأدلة ثم يتبعه بآخر أقوى منه، وهكذا يتدرج في إبراز فكرته، حتى إذا ما نقل القارئ من جانب المعارضة إلى جانب التشكك، ألقى بأقوى أدلته لتصادف عقلاً مترددًا، فتجذبه وتنال تأييده.
7- على الباحث أن يتجنب الاستطراد؛ فإن الاستطراد يفكك الموضوع ويذهب بوحدته وانسجامه، والمقصود بالاستطراد هنا أن يضيف الباحث للرسالة ما ليس وثيق الصلة بها، أو يوضع في باب ما فصل ليس له علاقة بغيره من الفصول، يضاف إلى ذلك أن الاستطراد قد يحدث قلقًا وارتباكًا للقارئ، وهناك طرق أخرى إذا كانت الزيادة طويلة، ومنها أن يكتب الباحث ما يريد إضافته في ورقة مستقلة تكبر أو تصغر حسب الزيادة، ثم يقطع هذه الورقة ويثبتها باللصق في المكان الذي يريد إضافة الزيادة فيه، ثم يطويها من أسفل بحيث لا تحجب الكلام المكتوب في أصل الفصل، أما إذا طالت الزيادة أو تعدَّدت، فعلى الباحث أن يعيد كتابتها من جديد في ورقتين أو أكثر، مع وضع الإضافة أو الإضافات في مكانها.
8- أن ينتقد الباحث عمله كلما سار فيه، وأن يتعرف على مواطن الضعف فيه، وأن يحاول دائمًا أن يكمل عمله، كما يجب عليه أن يترك ما كتبه من عمله لعدة أيام ثم يعود إليه مرة أخرى، وينظر فيه بفكر ناقد لا ناقل.
9- على الباحث أن يتعلم كيف يختار الكلمات وكيف ينظمها في جمل، ويستلزم هذا أن يكون معجمه في اللغة التي يكتب بها واسعًا، بحيث يكون قادرًا على البدء باللفظة التي تدور في خلده، ثم يختار ألفاظًا متعددة مترادفة للمعنى الواحد، إذا كان سيكررها عدة مرات.
10 - أن يستخدم الكلمات المعاصرة الواضحة، ولا يستخدم الكلمات حديثة الظهور إلا في حالات خاصة، وأن يتجنب الكلمات النابية أو المقززة أو التعقيدات اللفظية والكلمات الغريبة التي تسبب جفاف الأسلوب وإجهاد القارئ.
11- ألا يستعمل الكلمات أو العبارات الأجنبية إلا إذا كانت تعبر عن مفاهيم ومصطلحات.
12 - أن يكتب الجملة بأقل ما يمكن من الألفاظ بحيث يسبق المبتدأ الخبر، وأن يتقدم الفعل على الاسم أو العكس تبعًا للأهمية، وعليه أن يتحاشى بقدر الإمكان الفواصل الطويلة بين الفعل والفاعل، وبين المبتدأ والخبر؛ بحيث يكون من السهل على القارئ أن يدرك الارتباط بين شطري الجملة، أو بين الكلمة ومتعلقاتها، وتفضل الجمل القصيرة على الجمل الطويلة بوجه عام.
13 - أن يتجنب السجع، ويتجنب الحديث عن نقطة في أكثر من موضع، وأن يحرص على الارتباط بين الجمل مع البساطة وعدم التعقيد، وعليه أن يلتزم الإيجاز بحيث يجد القارئ جديدًا كلما قرأ، وأن ينتقل بالقارئ من فكرة إلى أخرى بسهولة.
14- ألا يكثر من إيراد براهين على مبادئ مسلَّم بها، أو يمكن التسليم بها بسهولة.
15- أن يتجنب المبالغات، وأن يقصد كل ما يكتب بحيث لا يكتب كلامًا لا يعرف كيف يقدم عليه الأدلة إذا ما طُلِب منه ذلك.
16- أن يتجنب الأسلوب التهكمي وعبارات السخرية، فالرسائل العلمية ليست موضعًا لذلك.
17- أن يتجنب كل ما يمكن أن يفتح عليه بابًا للخلاف، أو يثير مشكلة لا يمكنه أن يفلت منها بسهوله أذا ما حوصر فيها.
18- أن يتجنب الجدل إلا إذا كانت هناك ضرورة تقتضي مناقشة آراء الآخرين، على أن يكون ذلك دون تهيب أو مجاملة.
المصادر:
1- أحمد شلبي، كيف تكتب بحثًا أو رسالة، الطبعة الرابعة عشرة 1982، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة 87-97.
2- سعيد إسماعيل صيني، قواعد أساسية في البحث العلمي، شبكة الألوكة ص 236- 237(بتصرف.
3- مناقشة رسالة ماجستير بعنوان: (التغير الثقافي والعنوسة)، موقع بوابتي تونس (251).
موضوع مفيد وثري جدا مشكورين
أكاديـمـيـا جلـــــوب
طريقك لمستقبل أكاديمى واعد
معلومات الاتصال
تواصل مع اكاديميا جلوب من خلال مواقع التواصل الاجتماعى او ارسل لنا بريد الالكترونى لتستقبل كل جديد
طرق الدفع
تابعنا على تويتر