يمكننا القول إن الدراسة الاستطلاعية التي يقوم بها الباحث لتحديد ما ستتضمنه الاستبانة تعد أخطر المراحل في عملية تصميم الاستبانة؛ ولذلك فإنه بقدر الجهد الذي يبذله الباحث في الدراسة الاستطلاعية تكون درجة حبكة الاستبانة، وتتضمن الدراسة الاستطلاعية العديد من المقابلات الطويلة المفتوحة، وتجميع المقالات المكتوبة ذات الصلة بموضوع الدراسة، مثل هذا العمل يساعد الباحث على الإحساس بالمشكلة والمحاور الأساسية التي يجب أن تتضمنها الاستبانة.
والدراسة الاستطلاعية لها أهمية كبيرة في مساعدة الباحث على صياغة أسئلة الاستبانة، وفي جعله يتأكد من أن ما يفكر فيه له أساس في الواقع، ولذلك فإن على الباحث أن يكرر الدراسة الاستطلاعية مرات ومرات حتى يطمئن على سلامة محتوى الأسئلة وسلامة صياغتها.
ولعل من أهم ما نستفيد به من الدراسة الاستطلاعية هو تحويل الأسئلة ذات الإجابات المفتوحة إلى أسئلة مقيدة لها عدد محدود من الإجابات، فعلى سبيل المثال، لو أننا أردنا أن نسأل المعلمين ومديري المدارس عن أكثر المشكلات الإدارية التي تواجههم فمن الأفضل في البداية أن نحاول عمل حصر مبدئي للمشكلات الإدارية المحتملة ومثل هذا الحصر المبدئي يتم من خلال استطلاع يتضمن أسئلة مفتوحة، وفيما بعد، نقدم تلك المشكلات للمستجيبين ليختاروا من بينها أكثرها صعوبة، أي أن الدراسة الاستطلاعية تفيدنا في هذه الحالة في حصر الاستجابات المحتملة.
إلا أنه تجدر الإشارة هنا إلى أن الدراسة الاستطلاعية الخاصة بإعداد الاستبانة، يجب أن تجرى على أفراد مماثلين للأفراد الذين سيجيبون على الاستبانة بعد أن تكتمل في صورتها النهائية، فليس من المعقول إجراء الدراسة الاستطلاعية على عينة من معلمي المرحلة الابتدائية مثلًا، ثم تطبيق استبانة الدراسة الأصلية على عينة أخرى من طلاب الجامعات، حدوث مثل هذا الأمر يسبب خللًا في صدق الاستبانة.
إلا أنه تجدر الإشارة هنا إلى أن الدراسة الاستطلاعية الخاصة بإعداد الاستبانة، يجب أن تجرى على أفراد مماثلين للأفراد الذين سيجيبون على الاستبانة بعد أن تكتمل في صورتها النهائية، فليس من المعقول إجراء الدراسة الاستطلاعية على عينة من معلمي المرحلة الابتدائية مثلا ، ثم تطبيق استبانة الدراسة الأصلية على عينة أخرى من طلاب الجامعات، حدوث مثل هذا الأمر يسبب خللا في صدق الاستبانة.
إعداد الصورة الأولية للاستبانة:
بعد أن يحدد الباحث مبدئيًّا الموضوعات والمشكلات التي ستتضمنها الاستبانة، يبدأ الباحث في كتابة الصورة الأولية للاستبانة، وبصفة عامة فإن الاستبانة يجب أن تتضمن العناصر التالية:
أ- صفحة العنوان:
وفيها يضع الباحث عنوانًا للاستبانة يتضح فيه القضايا الرئيسة التي تتضـمنها الاستبانة.
ب التصدير :
وهو عبارة عن خطاب قصير موجه من الباحث إلى المستجيبين يوضح لهـم أهداف الاستبانة، ونظام الإجابة، ويطمئنهم إلى أن الآراء التي سيقدمونها سيتم الـتعامل معها بسرية تامة، وأنها لن تستخدم إلا لأغراض البحث العلمي فقط، ويحتاج الباحث إلى أن يقدم في تلك الصفحة مثالاً لسؤال وكيفية الإجابة عنه.
ج - البيانات العامة:
في الجزء الخاص بالبيانات العامة بطلب من المستجيب أن يذكر اسمه ونوع جنسه، ومؤهلاته، وخبراته، ومكان العمل، وأي بيانات أخرى يرى الـباحث أنها قد تفيده عند التعامل مع البيانات البحثية التي سيقوم بتجميعها.
د- أسئلة الاستبانة:
يتضمن هذا الجزء الذي يعد بمثابة صلب الاستبانة، وهو الأسئلة المطلوب من المستجيبين أن يستجيبوا عنها، وهذه الأسئلة قد تكون في صورة مقيدة أو مفتوحة وقد تكون في صورة جمل استفهامية، أو عبارات تقريرية يطلب من المستجيب أن يحدد درجة أهميتها أو موافقته عليها، وهذه الأسئلة يجب أن توضع تحت محاور رئيسة كل منها يمثل جزءًا من المشكلة المطلوب دراستها.
ولا بد عند عملية صياغة الأسئلة الكتابة بلغة سليمة من الناحيتين النحوية والتركيبية، بالإضافة إلى ذلك وضوح معاني الكلمات وملاءمتها للمستجيبين المستهدفين، ووضوح الأسئلة وكيفية الإجابة عنها.
هـ - الخاتمة
في نهاية الأسئلة، فإن الباحث يجب أن يوجه كلمة موجزة للمستجيبين يشكرهم فيها على استجاباتهم للأسئلة الواردة في الاستبانة، وعلى حسن تعاونهم معه، مثل هذه الخاتمة الموجزة من شأنها أن تشعر المستجيب بأن هناك من يقدر جهده، وبأن آرائه التي قدمها في الاستبانة سوف توضع موضع الاعتبار والتقدير.
المرجع:
أكاديـمـيـا جلـــــوب
طريقك لمستقبل أكاديمى واعد
معلومات الاتصال
تواصل مع اكاديميا جلوب من خلال مواقع التواصل الاجتماعى او ارسل لنا بريد الالكترونى لتستقبل كل جديد
طرق الدفع
تابعنا على تويتر