يتناول المقال:
العوامل المؤثرة في نجاح باحثي الدكتوراه وأهم خصائص مشاريع رسائل الدكتوراه:
هناك العديد من العوائق التي تواجه باحثي الدكتوراه ومنها ارتفاع معدلات الانسحاب فيما بينهم قبل الحصول علي درجة الدكتوراه والرغبة في التأجيل والشعور بالاحباط وعدم الرضا النفسي. لذا هدف هذا البحث توضيح عوامل نجاح رسائل الدكتوراه مع شرح أهم خصائص هذه الرسائل وذلك عن طريق تحليل عينة مكونة من (839) طالبًا للدكتوراه بجامعة نيوزلندا وبمعدل (53%) من الاناث و(40%) هولندي الجنسية, وبلغت نسبة الدول الأوربية الأخري (22%) و(30%) من دول خارج نطاق أوروبا, وبلغت نسب دراسة العلوم المختلفة ما يلي:
والجدير بالذكر أن رحلة الحصول علي درجة الدكتوراه تبدو شاقة حيث اشارت الدراسات إلي ما بين 33 إلي 70% من باحثي الدكتوراه الذين لا يستكملون مسيرتهم للدكتوراه بينما تشير إلي أن حوالي ثلث العينة المختارة من الطلاب المسجلين لدرجة الدكتوراه قرروا الانسحاب نهائيا, ومن الملحوظ أن حوالي 10% من الباحثين يحصلون علي درجة الدكتوراه في نيوزلندا في خلال الاربع سنوات المحددة بينما يتمكن بعضهم من الإنتهاء من رسالته للدكتوراه في غضون خمس سنوات متتالية.
وتبدو أيضا مسيرة الحصول علي درجة الدكتوراه مكلفة ماديًا لذا فأن تأجيل الحصول علي الدرجة من أبرز التحديات التي تواجه باحثي الدكتوراه لأنه بذلك يعني في أغلب الاحيان توقفهم عن تلقي أي دعم وتمويل مالي خارجي نظرًا لإنتهاء مدة المنحة الدراسية المقدمة لهم أو عقود التوظيف الخاصة بهم.
وهناك ثلاث عوامل رئيسية مؤثرة في نجاح رسائل الدكتوراه, ومنها:
1. عوامل بيئية أو مؤسسية متعلقة بالثقافة.
2. عوامل مرتبطة بنوع الاشراف علي رسالة الدكتوراه والعلاقة بين كلا من المشرف وباحث الدكتوراه.
3. الصفات الشخصية للباحثين فيما يخص سنهم ونوعهم وحالاتهم النفسية وسلوكياتهم ودوافعهم.
وفي الغالب يسعي طلاب الدكتوراه بدولة نيوزلندا, كباقي الدول الاوروبية, للتعاقد للعمل كموظفين بالجامعة وأن يتقاضون رواتبًا شهريًا نظير تدريس الطلاب الجدد غير المتخرجين وذلك لاستكمال دراستهم للدكتوراه.
ويهدف هذا البحث لاستعراض مدي تأثير (عوامل الاشراف والعوامل النفسية-الاجتماعية) علي سير ونجاح الدراسة للدكتوراه. فبمعرفة تلك العوامل ومدي تأثيرها من الممكن ارتفاع معدلات الدراسة للدكتوراه ومساعدة طلاب الدكتوراه علي استكمال دراستهم ورفع معنوياتهم وشعورهم بالرضا.
وتشتمل عوامل الاشراف علي مدي تواجد ودعم المشرفين لطلاب الدكتوراه وتحديد مدي قوة العلاقة بين كل من المشرف وطالب الدكتوراه. لذا تم تطبيق نظرية توافر الحاجات الاساسية, والتي تفترض توافر ثلاث احتياجات نفسية لدي طلاب الدكتوراه, منها الشعور بالكفاءة والاستقلال الذاتي والترابط. والشعور بالكفاءة يعني حصول طلاب الدكتوراه علي الدعم النفسي من قبل المشرفين وبذلك تزداد مهاراتهم الاكاديمية وغيرها من المهارات كحسن التخطيط والادارة بينما يعني الترابط محاولة التواصل مع الآخرين فعلي المشرفين محاولة الدعم الشخصي لطلاب الدكتوراه في المواقف والازمات المتعددة وعلي المشرفين أيضا احترام وتقدير وجهات نظر والافكار المطروحة من قبل الطلاب لزيادة شعورهم بالاستقلالية. ومن الواجب أن تكون العلاقة بين المشرف وطالب الدكتوراه علي نحو جيد ولابد من تواجد المشرفين علي محو دائم وذلك عن طريق التنظيم للمقابلات بينهم وبين طلاب الدكتوراه لعرض آرائهم وابداء ملاحظاتهم والاجابة علي التساؤلات المطروحة من قبل طلاب الدكتوراه.
ومن اهم عوامل نجاح عملية الدراسة للدكتوراه هو تقليل حجم توقعات المشرفين تجاه طلاب الدكتوراه لأنها عادة ما تزيد من شعور الطلاب بالإحباط والرغبة في التأجيل أو الانسحاب والكف عن استكمال دراستهم للدكتوراه. بينما تهدف دراسات أخري لطرح مدي تأثير العوامل النفسية والاجتماعية, ومنها محاولة خلق فرص تعاون وانشطة لمشاركتها مع باحثين أخرين أو تلقي الدعم والمساعدة من قبل طلاب أخرين ومحاولة التواصل مع زملاء أخرين لزيادة الشعور بالترابط والانتماء, علي نجاح عملية الدراسة للدكتوراه.
ومن أهم خصائص عملية دراسة الدكتوراه هو شعور طالب الدكتوراه بالحرية والاستقلالية في كيفية تصميم وآلية تنفيذ مشروع بحثه للدكتوراه حيث أشارت بعض الدراسات السابقة إلي أن انسحاب أو عدم رغبة بعض الطلاب في استكمال دراستهم للدكتوراه يرجع لإجبارهم علي اتخاذ منهجا او مسارا محددا غير مرغوب فيه.
بينما يعد عنصر ضغط وعبء العمل من أهم خصائص الدراسة للدكتوراه حيث يتطلب من بعض طلاب الدكتوراه تكليفا بتدريس الطلاب غير المتخرجين كجزء من تعاقدهم للعمل كموظفين لدي الجامعات اثناء دراستهم للدكتوراه مما يقلل من فرص بحثهم وتفرغهم للدراسة للدكتوراه ويدفعهم لمحاولة التأجيل أو الانسحاب. ويستوجب علي طلاب الدكتوراه العمل ضمن فريقا من العمل والا يعمل منفردا لتقليل احتمالية شعوره بالإحباط وانسحابه وعدم استكمال دراسته للدكتوراه.
وتقاس خصائص مشروع الدراسة للدكتوراه بأربعة عناصر مختلفة ومنها ضغط العمل وعما اذا كان هذا المشروع وحدة مستلقة بذاتها وعما اذا كان لدي طالب الدكتوراه أي مهارات تدريسية وعن علاقة المشرف المختار بموضوع البحث المطروح. لذا تم عمل عدة تحليلات تراجعية لقياس مدي تأثير عوامل الاشراف والعوامل النفسية-الاجتماعية وخصائص مشروع الدراسة للدكتوراه علي معدل الرضا لدي طلاب الدكتوراه أو رغبتهم في الانسحاب وعدم استكمال دراستهم للدكتوراه.
وعلي عكس باقي الدراسات السابقة, تهدف هذه الدراسة لشرح جميع العوامل المؤثرة علي طلاب الدكتوراه وليس التطرق لتوضيح أحدي هذه العوامل. ومن حدود هذه الدراسة عدم وضوح العلاقة بين المتغيرات وأن البيانات المدونة ما هي الا تقريرا فرديا من المنظور الشخصي للكاتب وأنه علي الرغم من كبر حجم عينة البحث المستخدمة الا ان النتائج خاصة بجامعة واحدة وهي جامعة نيوزلندا فلا يمكن تعميمها علي باقي الجامعات خاصة المختلفة من حيث الشروط والثقافة ومن الملاحظ أن عينة البحث تشتمل علي مجموعة من طلاب الدكتوراه الذين علي وشك الانتهاء من دراستهم للدكتوراه وعلي وشك انهاء تعاقداتهم للعمل لدي جامعتهم.
ومن ضمن مقترحات الدراسة توضيح العلاقة بين المتغيرات المستلقة والتابعة ومن ثم التأكد من صحة نتائج الدراسة وشرح مدي أهمية عاملي الاستقلالية والشعور بالانتماء علي نجاح عملية الدراسة للدكتوراه وكذلك توضيح التأثير السلبي للعوامل النفسية كالشعور بالإحباط والقلق والتوتر وعدم الكفاءة علي فشل طلاب الدكتوراه ورغبتهم في الانسحاب وعدم استكمال دراستهم للدكتوراه.
المصدر:
van Rooij, E., Fokkens-Bruinsma, M., & Jansen, E. (2021). Factors that influence PhD candidates’ success: the importance of PhD project characteristics. Studies in Continuing Education, 43(1), 48-67.
أكاديـمـيـا جلـــــوب
طريقك لمستقبل أكاديمى واعد
معلومات الاتصال
تواصل مع اكاديميا جلوب من خلال مواقع التواصل الاجتماعى او ارسل لنا بريد الالكترونى لتستقبل كل جديد
طرق الدفع
تابعنا على تويتر
academiaglobe.com@gmail.com
