أكاديـمـيـا جلـــــوب

---

من المتعارف عليه أن هناك فرق بين المناقشة والنتائج، بعض المقالات العلمية تقوم بدمجهما معًا في جزء واحد، بينما يقوم البعض الآخر بفصلهما؛ مما يجعل الأمر معقد بالنسبة للباحثين المبتدئين في كثير من الأحيان، في هذه المقالة سوف نتعرف على أوجه الاختلاف بين كل من الجانبين، وذلك لتوفير المزيد من الفهم لكل جزء.

أهم اختلاف هو أن جزء النتائج يختص بالأرقام والتحليل، بينما يهتم جزء المناقشة بأوجه التشابه والاختلاف بين نتائج الدراسة الحالية ونتائج الدراسات السابقة دون ذكر أرقام ونتائج،

وفيما يلي سوف نقوم بتوضيح أهم الاختلافات الجوهرية بين الجزئيين:

أولاً- السؤال:

النتائج: يقوم هذا الجزء بالإجابة عن سؤال "ماذا" فيما يتعلق بالبحث.

المناقشة: يقوم هذا الجزء بالإجابة عن "وماذا في ذلك" فيما يتعلق بالبحث.

ثانياً: الهدف

النتائج: الهدف منها وصف النتائج التي توصل إليها البحث.

المناقشة: تلخيص وتفسير أهم النتائج ومقارنتها بنتائج الدراسات الأخرى.

ثالثاً: المحتوى

النتائج: وصف النتائج فقط بدون تفسيرها.

المناقشة: تفسير النتائج فقط دون وصفها.

رابعاً: المضمون

النتائج: تحتوى على البيانات والأرقام والتي سوف يتم تفسيرها فى المناقشة.

المناقشة: لا تقوم بتقديم نتائج جديدة، ولكنها تقوم بتفسير الأرقام المذكورة فى جزء النتائج.

خامسا: الزمن المستخدم

النتائج: تستخدم زمن الماضي.

المناقشة: تستخدم زمن الماضي والمضارع.

الأمور التي يجب أن يراعيها الباحث عند مناقشة النتائج في البحث العلمي:

• أن يقوم الباحث يتجنب إعادة كتابة النتائج في الجزء الخاص بالمناقشة.
• أن يتجنب الباحث تلخيص النتائج التي تحصل عليها من واقع تحليل البيانات والمعلومات والبحث العلمي.
• أن يتجنب الباحث الاستفاضة التي تُخل بالمضمون في المناقشة، ويجب أن يقتصر على ما يجب مناقشته فقط، مع مراعاة الإيجاز والوضوح والدقة، لكي يتجنب الحصول على نتائج مغايرة لتلك النتائج التي أراد الباحث الحصول عليها.
• توضيح العلاقات التي تظهر من واقع النتائج ، والحرص على تعزيزها بالأدلة المؤيدة لذلك، مع مراعاة لفت الانتباه إلى الاتجاهات والمتشابهات والمتضادات.
• يجب ألا تكون الاستنتاجات مطلقة عامة، وإنما يجب أن تكون في حدود النتائج التي تحصل عليها الباحث، ومراعاة عدم الخلط بين السبب والنتيجة.
• عدم قيام الباحث باستخلاص نتائج عامة من بيانات قليلة، وعدم استقراء نتائج خارج نطاق التباينات المدروسة، من خلال رسوم بيانية توضح علاقة بين متغيرين.
• يجب أن تتحلى المناقشة بالموضوعية، وعدم التأثر بآراء سابقة للباحث.
• تجنب الباحث تجاهل الأسئلة المطروحة، والهروب منها إلى مناقشات فرعية، ولكن ينبغي على الباحث تضييق وتحديد نقطة المناقشة لكي يتم تحقيق الهدف المرجو منها.
• يمكن للباحث أن يشير أثناء المناقشة إلى أمور قد لا تتصل اتصالاً مباشراً بموضوع البحث العلمي، مما يثير اهتمام القارئ بأفكار جديدة يمكن أن تكون محل دراسات علمية مستقبلية تفيد مجال تخصص الباحث في المستقبل.

مفهوم تحليل المعلومات والبيانات في البحث العلمي:

 تحليل المعلومات والبيانات في البحث العلمي هو عملية تتبع وتقصي دقيق للمتغيرات المستقلة والتابعة والمتداخلة في البحث العلمي، مع اكتشاف العلاقات وتأثيراتها بالسلب أو الإيجاب على مشكلة البحث العلمي، فعملية تحليل البيانات هي تنظيم وترتيب البيانات، وذلك بهدف إخراجها وتوضيحها على شكل معلومات يستخدمها الباحث للإجابة على أسئلة معينة، وتكون هذه المرحلة بعد مرحلة جمع المعلومات وتنظيمها وترتيبها بشكل مناسب لتسهيل عملية التحليل.

يتم مناقشة النتائج في البحث العلمي وفقاً للخطوات التالية وهي:

• يجب على الباحث أن يقوم بتفسير النتائج التي حصل عليها وربطها بنتائج الدراسات .
• توضيح أهمية البحث العلمي الذي قام به.
• من أهم مهام المناقشة هي ربط النتائج التي تحصل عليها الباحث بالهدف الأساسي من البحث.
• يمكن في المناقشة استخلاص أسس عامة مؤيدة بالنتائج، وتخيل مسببات محتملة لأمور لم يمكن تفسيرها.
• الإشارة إلى الجوانب البحثية التي ما زالت تحتاج إلى إجابة مقنعة، ومن ثم احتمالات وجود دراسات مستقبلية في نفس المجال.

المرجع:

• عبدالعزيز بن عبدالرحمن علي الربيعة .(2019). البحث العلمي حقيقته، ومصادره، ومادته، ومناهجه، وكتابته، دار العبيكان للنشر والتوزيع.

---

تعليقات