أكاديـمـيـا جلـــــوب

---

يتناول هذا المقال أدوات البحث ومن أهمها الاستبيان، والمقابلة، والملاحظة.

أولاً: الاستبيان (Questionnaire)

الخطاب الغلافي (Covering Letter) عبارة عن الرسالة التي يرفقها الباحث باستمارة الاستبيان، ويعد من أهم مكونات الاستبيان، ويتعين على  الباحث الاهتمام بالخطاب الغلافي واعتباره مفتاح الاستبيان يحصل منه القارئ على المعلومات الضرورية، بل إنه يعتبر أهم مصدر معلومات بالنسبة لأفراد العينة المستجوبين، يتعرفون من خلاله على أهداف البحث، وطبيعة الدراسة، وكيفية الإجابة، والوقت المسموح به، وكيفية إعادة الاستبيان بعد الإجابة عليه، وغير ذلك من المعلومات الأساسية. تفيد التجارب بأن الأشخاص يقررون الإجابة من عدمها من خلال اطلاعهم على الخطاب الغلافي، ومن هنا فإن على الباحث أن يحرص على إعداده بدقة، والعناصر التالية تمثل أبرز شروط الخطاب الغلافي:

1- أن يكون قصيرا(لا يزيد عن صفحة واحدة مقاس(A4.  

2- أن يحتوي المعلومات الضرورية ( تاريخ الرسالة، أهداف البحث، نبذة عن الباحث والمؤسسة التي ينتمي إليها، وطريقة الإجابة، والمدة الزمنية، والوسيلة التي يمكن للشخص أن يعيد من خلالها الاستبيان).

3- أن يعط المستجيب سببًا جيدًا للإجابة.

4- يمكن أن يقترح الباحث إرسال نسخة من نتائج البحث.

5- أن يعط ضمانات بالحفاظ على سرية المعلومات واستخدامها لأغراض البحث فقط والتعهد بعدم الإفصاح عن شخصية المستجيب لكائن من كان وتحت أي ظرف، وذلك بالنسبة للحالات التي يفضل فيها الأشخاص بقاء هوياتهم غير معروفة.

6- يمكن أن ترفق به هديه رمزية.

ينبغي التعامل مع الفقرة الأخيرة بحذر إذ يجب أن يكون واضحًا تمامًا في قرارة الباحث أن الهدية تمثل شكر وامتنان الباحث للمستجيب على موافقته على الاشتراك في الدراسة، ولا تمثل بأي حال من الأحوال ثمن الإجابات، ويجب أن يتوقع الباحث أن هناك أشخاصا يمكنهم الاحتفاظ بالهدية وعدم الإجابة على الاستبيان.

استمارة الاستبيان

عبارة عن سلسلة من الأسئلة يصيغها الباحث بعناية فائقة، وتختلف الاستبيانات من حيث الحجم ، الشكل، والمضمون، والهدف، والتنظيم ، فبينما توجد استبيانات من عدة صفحات يصمم بعض الباحثين استبيانات تزيد عن عشر صفحات، بعضها مطبوع والبعض الآخر مكتوب باليد على ورق أبيض أو ملون، وتوزع بالبريد العادي أو الإلكتروني أو شخصيًا أو تنشر في الصحف أو تملى هاتفيًا أو تذاع في الإذاعة أو تعرض في التلفزيون، وتستخدم لأغراض تحديد رغبات المستهلكين أو قياس انطباعات الطلاب وأولياء الأمور ومختلف فئات المجتمع.

القاعدة الأساسية في استخدام الاستبيان تعتمد على فرضية تقول:

إن الأشخاص الذين يتم استجوابهم سيزودون الباحث بالإجابات الصحيحة، ويعني ذلك توفر شرطين هما:

•   أن الأشخاص مستعدون للإجابة الصحيحة.
•  أن الأشخاص قادرون على الإجابة الصحيحة.

وينبغي تحقق الشرطين معًا في آن واحد، حيث لا يكفي تحقق شرط واحد دون الآخر.

ينقسم الاستبيان إلى عدة أشكال منها:

• المغلق أو المقيد (closed)

وهو الذي يتضمن مجموعة من الخيارات يطلب من المستجيب اختيار أحدها بوضع علامة معينة مثل (x). ومن مزايا هذا الشكل أنه يتيح الحصول على معلومات كمية وأنه يتميز بالسهولة والفعالية  في تحليل النتائج.

مثال: فضلاً .. حدد مؤهلك الدراسي:

• ثانوية عامة
• بكالوريوس
• ماجستير
• دكتوراه

أما أبرز عيوبه فإنه قد يجبر المستجيب على اختيار إجابة قد لا تنطبق عليه أو لا تعبر عن رأيه، بمعنى أنه لو ترك له المجال لاختار إجابة أخرى غير الإجابات التي تضمنها السؤال.

هنا يمكن ملاحظة أن الشخص الذي درس لمدة سنتين بعد حصوله على الثانوية العامة، ويحمل مؤهل (دبلوم فني)، يتعذر عليه اختيار أي من الخيارات السابقة، فلو اختار الثانوية العامة تكون إجابة خاطئة، كما لو اختار البكالوريوس يكون ذك الاختيار غير صحيح.

•  المفتوح أو الحر (open)

وهو الذي يترك فيه للمستجيب حرية الإجابة بكلماته في مساحة محددة بعد كل فقرة من فقرات الاستبيان. ومن أبرز مزايا هذا النوع أنه يتيح حرية أكبر للمستجيب دون حصر إجابته في خيارات محددة أو ضيقة، وأنه يتميز كذلك باستكشاف جوانب إضافية من خلال إجابات المستجيبين لم تكن تخطر على بال الباحث، وتتضح الميزة الأخيرة في البحوث الاستكشافية. أما أبرز عيوبه فإن عملية ترميز وتجميع الإجابات في مجموعات ومن ثم تحليلها تصبح أكثر صعوبة من الشكل المغلق.

مثال: في رأيك .. ما الأسباب التي تشجع المواطنين على المشاركة في الانتخابات البلدية؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ج- المغلق- المفتوح (Open – Closed)

وهو الاستبيان الذي يجمع بين كلا الشكلين السابقين فيتضمن فقرات تتطلب إجابة محددة وأخرى يطلب من المستجيب الإجابة عليها كتابة، وبهذه الطريقة فإن الباحث يحصل على مزايا الشكلين السابقين كما يتجنب عيوبهما.

مثال: فضلا حدد مؤهلك الدراسي

• ثانوية عامة
• بكالوريوس
• ماجستير
• دكتوراه
• آخر، رجاء ذكره:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

د- ذات أوزان محددة: (Importance questions)  

وهو الاستبيان الذي يضع فيه الباحث وزنا لإجابات المستجيبين يوضح أهمية الفقرات بشكل متدرج .

مثال: فضلاً حدد مدى رضاك عن الخدمة التي حصلت عليها:

راض جدًا       راض     لا رأي لي      غير راض     غير راض إطلاقًا

    5              4            3             2                1

هـ- أسئلة ذات خيارات متعددة: (Multiple choice Questions)

وهو الاستبيان الذي يوفر عددا من الخيارات التي يمكن للمستجيب أن يختار واحدة أو أكثر من بينها.

مثال: ما المشكلات التي يعاني منها طلاب التعليم عن بعد؟

• بطء الاتصال.
• صعوبة الدخول إلى نظام سنترا.
• عدم وضوح الصوت.
• عدم وضوح الصورة وقت المحاضرة.

شروط الاستبيان

ينبغي على الباحث أن يحدد بدقة الهدف من اللجوء إلى الاستبيان من خلال الإجابة على الأسئلة التالية:

1. ما هي المعلومات التي يحتاجها؟ ولماذا؟
2. كيف سيتم توظيف تلك المعلومات في الدراسة؟
3. ما الوسائل الإحصائية التي سيتم توظيفها في عرض وتحليل البيانات؟

الشروط التي ينبغي توافرها في الاستبيان:

1. أن تكون الأسئلة واضحة.
2. أن تكون الأسئلة في مستوى الأشخاص الذين سيجيبون عليها.
3. أن يقيس كل سؤال فكرة واحدة.
4. أن يبدأ الاستبيان بالأسئلة السهلة الشيقة.
5. أن يتجنب الباحث وضع الأسئلة الشخصية أو طلب معلومات قد يظن المستجيب أنها تعني التدخل في خصوصياته، وتهدف إلى الاطلاع على ما لا يرغب في الإفصاح عنه.
6. أن يكون الاستبيان مختصرا قدر الإمكان لأن الاستبيان الطويل قد يجلب الملل.
7. أن يتم توزيعه في الأوقات الملائمة، فمثلاُ قد لا يكون ملائماً توزيعه خلال أسبوع الاختبارات، ما لم يكن هدف الدراسة قياس أداء الطلاب أثناء فترة الاختبارات.
8. أن يتم ترقيم أسئلة الاستبيان، وكذلك صفحات الاستبيان.
9. أن يتضمن إرشادات واضحة لكيفية الإجابة.
10. أن لا تشتمل الأسئلة عبارات تقود الشخص للإجابة بطريقة معينة.

مزايا وعيوب الاستبيان

فيما يلي مزايا وعيوب الاستبيان، وعلى الباحث أن ينظر إلى هذه المزايا والعيوب وفق البحث الذي يقوم به، فما يمثل عيبا لبحث معين، قد لا يكون كذلك بالنسبة لبحث آخر، وهكذا ...

مزايا الاستبيان

1. يساعد على جمع معلومات كثيرة بجهد محدود، وتكلفة ملائمة.
2. يناسب البحوث التي يحرص الأشخاص المستجيبين فيها على الإبقاء على شخصياتهم غير معروفة للآخرين.
3. يساعد على تجنب تحيز الباحث، أو تأثيره على المستجيب.
4. يعطي الحرية الكاملة للمستجيب لاختيار المكان والزمان الملائمين للإجابة.

عيوب الاستبيان

1.  يتطلب جهدا كبيرا في الإعداد والمراجعة والتنسيق.
2. يتعذر استخدامه لجمع المعلومات من قبل أشخاص أميين.
3. يخشى من تفسير الأشخاص للأسئلة بطريقة مختلفة عن المعنى الذي قصده الباحث.
4. يخشى من عدم جدية المستجيب، وهو أمر لا يتضح إلا في مرحلة متأخرة، أي عند قيام الباحث بعرض البيانات.
5. يتعذر معرفة هوية الأشخاص المستجيبين خصوصًا إذا ما طلب منهم عدم كتابة أسمائهم أو أي بيانات تدل على شخصياتهم.
6. قد يتولى آخرون الإجابة نيابة عن الأشخاص الذين تم توجيه الاستبيان إليهم.

خطوات تصميم الاستبيان

على الباحث القيام بمجموعة من الخطوات لتصميم الاستبيان كما يلي:

1. تحديد مجتمع البحث وعينة الدراسة.
2. تحديد صفات المجتمع.
3. صياغة مجموعة من الأسئلة التي تهدف إلى توفير الإجابات على تساؤلات البحث، أو توفر معلومات يمكن من خلالها إثبات أو نفي فروض البحث.
4. إجراء التجارب الأولية على الاستبيان أو ما يسمى الاختبار التجريبي (pre- test)  لمعرفة مدى وضوح الأسئلة والزمن اللازم للإجابة.
5. تحكيم الاستبيان من خلال لجنة محكمين (Panel of Experts).
6. تحديد مدى مصداقية (Validity) وثبات  (Reliability)الاستبيان.

الاختبار التجريبي للاستبيان (Pre-testing)

يقوم الباحث بعد الانتهاء من مراجعة فقرات الاستبيان، وتحكيمه بتجريب الاستبيان على عينة مماثلة لعينة الدراسة، وذلك بهدف التعرف على الفقرات، أو المصطلحات المبهمة، أو غير الواضحة، حيث يطلب الباحث من العينة التجريبية الإجابة على الأسئلة كما لو كانت موجهة إليهم، ويتيح له ذلك معرفة متوسط المدة اللازمة للإجابة، والأهم من ذلك يتعرف من خلال فحص الإجابات ما إذا فهم الأشخاص الأسئلة بنفس المعنى الذي قصده الباحث، وما إذا كان من الضروري إعادة ترتيب، أو صياغة بعض الأسئلة قبل توزيعها على العينة الفعلية للدراسة.

المتابعة (Follow-up)

تتم متابعة المستجيبين بعد مرور أسبوع  أو أكثر على إرسال الاستبيان خصوصا في حالة ضعف الاستجابة ويقرر الباحث مدى الحاجة إلى عدد مرات المتابعة وفي كل مرة يقوم بصياغة خطاب غلافي يختلف عن سابقه مع استخدام العبارات التي تهدف إلى حث المستجيبين على الإجابة.

يستعين الباحث بمجموعة من الأدوات، يعمل على تصميم بعضها بنفسه، أو يقتبسها من مصادر أخرى. من أمثلة الأدوات: عينة البحث، الاستبيان، المقابلة، الملاحظة. 

الثبات والدقة  (Accuracy and Reliability)

الهدف من التحقق من الثبات والدقة هو التأكد من أن الأداة التي يزمع الباحث استخدامها في بحثه تعد ملائمة لأغراض الدراسة، وأن المصطلحات المستخدمة تؤدي إلى نفس المعنى في كل مرة ترد في ثنايا الأداة. يمكن للباحث أن يستعين بمجموعة من الخبراء أو الأساتذة من ذوي الاهتمام بموضوع البحث، وطلب تقييم الأداة، والحكم على مدى ملائمتها، الطريقة الأخرى للتحقق من الثبات هي أن يتم تكرار بعض الأسئلة بصياغة مختلفة للتأكد من أنها تؤدي إلى نفس المعنى الذي يهدف إليه الباحث.

ثانياً: المقابلة الشخصية (Interview)

هي محادثة بين الباحث أو من ينيبه والأشخاص المستجيبين الذين يرغب في الحصول على معلومات منهم وتنقسم إلى:

مقابلة منظمة (Structured Interview)

هي التي تطرح فيها أسئلة محددة غالبا ما تكون مكتوبة يلقيها الباحث أو من ينيبه وقد تشمل أسئلة مقفلة أو مفتوحة أو كليهما.. وتمتاز بأنها تسهل على الباحث عرض البيانات وتحليلها إحصائيا.

أمثلة:

  - هل توافق على عمل المرأة السعودية كمضيفة طيران ؟  □ نعم  □ لا

  - في رأيك ما أنسب الأعمال للمرأة السعودية ؟

□ أ- التعليمية    □ ب- الصحية        □ ج- الاجتماعية

□ د- الإدارية    □ هـ- أخرى رجاء ذكرها -----------

مقابلة غير منظمة (Unstructured Interview):

هي التي تطرح فيها أسئلة غير محددة أو مكتوبة وفيها يستعين الباحث أو من ينيبه بمجموعة من النقاط تمثل رؤوس أقلام الموضوعات التي يرغب في جمع المعلومات عنها، ويتسع المجال في هذا النوع إلى توارد الخواطر والتوسع في الإجابة إلا أنه يصعب عرض وتحليل البيانات الناتجة عن هذا النوع مقارنة بالمقابلة المنظمة.

أمثلة:

• ما رأيك في خدمات المراجع في المكتبة العامة؟
• كيف يمكن الحد من ظاهرة تمزيق الكتب في المكتبة؟
• ما آثار دوام المكتبة الحالي على تشجيع الرواد على ارتياد المكتبة؟ 

شروط المقابلة

ينبغي على الباحث أن يتحقق من توافر الشروط اللازمة لنجاح المقابلة كما يلي:

1. تحديد الأشخاص المراد مقابلتهم وتحديد العدد اللازم لإجراء المقابلة.
2. عمل الترتيبات اللازمة لإتمام المقابلة بما في ذلك تحديد مكان وزمان ملائمين للمقابلة، ويفضل أن يختار المستجيب المكان والزمان وفقا لظروفه كما يفضل أن تتم المقابلة في مكان هادئ بعيدا عن الضوضاء وفي غير أوقات ضغط العمل. 
3. وضع خطة المقابلة أي صياغة الأسئلة وترتيبها وتحديد نوع المقابلة (منظمة أو غير منظمة) وتحديد ما إذا كان من يجري المقابلة الباحث نفسه أو شخص أو أشخاص آخرين يمثلونه. في حالة اختيار أشخاص آخرين لإجراء المقابلة نيابة عن الباحث ينبغي على الباحث أن يقوم بتدريبهم وشرح المهمة المطلوب منهم أداؤها.
4. إجراء الاختبارات اللازمة على المقابلة للتأكد من سلامة الأسئلة ومن تحقيقها للأهداف المتوخاة من المقابلة.
5. ينبغي أن يضفي الباحث أجواء مناسبة للمقابلة مثل خلق جو الصداقة ومراعاة فن إلقاء الأسئلة وأن يتجنب طرح الأسئلة التي يمكن أن تثير حساسية لدى المستجيب في بداية المقابلة، وكذلك بدء كل سؤال بتقديم مناسب يساعد المستجيب على فهم السؤال و يشجعه على الإجابة بحرية كافية. كما ينبغي على الباحث أو من يمثله أن يحسن الإنصات إلى المستجيب وتجنب مقاطعته والعمل على حثه على إعطاء المزيد من المعلومات عند الضرورة وذلك باستخدام أسلوب هز الرأس كعلامة على المتابعة والفهم والتحفيز على الاستطراد.
6. إعطاء المستجيب فرصة للتوسع في الإجابة متى كان ذلك مطلوبا مثال: لقد ذكرت في معرض إجابتك السابقة أن سلم الرواتب الجديد هو أفضل تطور تشهده المؤسسة .. ماذا تقصد بأفضل تطور؟  
7. ينبغي طرح سؤال واحد في المرة الواحدة.
8. إعطاء المستجيب فرصة لتفسير إجاباته والتعليق عليها.
9. إعادة صياغة إجابات المستجيب عند الضرورة للتأكد من أنه يعني فعلا ما ذكره من معلومات . مثلا: لقد ذكرت في معرض إجابتك السابقة أن توفير 50 ماكينة تصوير سوف تحد من عملية نزع أوراق من الكتب .. هل ترى أن نزع أوراق من المجلات يتم لنفس أسباب نزعها من الكتب؟
10. تسجيل وقائع المقابلة سواء كتابة أو عن طريق آلة تسجيل وذلك أثناء المقابلة أو بعد الانتهاء منها مباشرة.
11. الحرص على الحياد وعدم إظهار المعارضة أو الدهشة أو التعجب لما يقوله المستجيب مما يمكن أن يؤثر على إجاباته المقبلة.
12. إظهار الأناة والصبر مع المستجيب الذي يظهر التعالي على الباحث بدافع أنه أكثر فهما وإدراكا للموضوع من الباحث.
13. ملاحظة المظاهر التعبيرية والحركية التي يبديها المستجيب وتوظيفها في دعم الإجابات عند الضرورة.
14. محاولة كسب ثقة المستجيب وطمأنته والتأكيد على ضمان سرية المعلومات التي يدلي  بها.
15. الإيحاء بإمكانية الرجوع إلى المستجيب متى لزم الأمر للاستيضاح أو الاستزادة حول نقطة أو فكرة معينة.

مزايا وعيوب المقابلة

المزايا

1. تساعد على جمع معلومات شاملة خصوصا في الحالات التي تتطلب الحصول على معلومات مفصلة.
2. تساعد على استطراد المستجيب، والتوسع في الإجابة، وتزويد الباحث بتفاصيل قد يتعذر توفيرها في الاستبيان.
3. تساعد على جمع المعلومات في المجتمعات الأمية.
4. تتيح لكل من الباحث والمستجيب الاستفسار عن نقاط غير واضحة، أو تفسير بعض المعاني.
5. تعطي المستجيب التقدير المعنوي مما يحفزه على الاستجابة.

العيوب

1. قد يتحرج المستجيب من الإدلاء ببعض المعلومات خوفا من الكشف عن شخصيته.
2. يصعب التحكم في تعبيرات الباحث نتيجة تأثره بإجابات المستجيب مما قد يؤثر على الإجابات التالية، وربما على سير المقابلة.
3. يتطلب الإعداد لها وقتا طويلا.
4. قد تتطلب توافر تجهيزات معينة
5. قد تكون تكلفتها عالية، حيث يسافر الباحث من مدينة إلى أخرى، ويتحمل تكاليف التنقل والإقامة.
6. صعوبة ترتيب المواعيد مع كافة أفراد العينة.

ثالثا: الملاحظة (Observation)

تختلف الملاحظة العلمية عن الملاحظة العادية في أنها تتم وفقاً لأسس علمية متعارف عليها وتتبع خطوات محددة, وتعني متابعة سلوك معين بهدف تسجيل البيانات بغرض استخدامها في تفسير وتحليل مسببات وآثار ذلك السلوك.

والملاحظة نوعان,مشاركة وغير مشاركة.

الملاحظة المشاركة (Participative Observation)

هي تلك الملاحظة التي يتقمص فيها الباحث أو من يمثله دور أحد الأشخاص الذين تتم ملاحظتهم فهو في هذه الحالة يقوم بدورين، دور الباحث ودور الشخص الذي تتم ملاحظته، وبذلك فإنه يقوم بكافة النشاطات التي يقوم بها الملاحَظ .

مثال: لو أراد الباحث أن يستخدم الملاحظة المشاركة للتعرف على سلوك السجناء، فإنه يتعين عليه أن يرتدي زي سجين، وأن يقيم في عنبر السجناء، ويأتي بجميع تصرفاتهم، ويؤدي النشاطات التي اعتادوا على أدائها، ومن خلال ممارسة ذلك النشاط يقوم بتسجيل البيانات المطلوبة. هناك مآخذ عديدة على الملاحظة المشاركة منها ما يتعلق باقتحام شخصية الآخرين والدخول في خصوصياتهم، ومنها ما يتعلق بما يشعر به الملاحَظون من تعرضهم للخداع من قبل الباحث حيث إنهم أتوا بتصرفات ما كانوا ليأتون بها لو عرفوا بوجود شخص غريب بينهم، وهناك مشكلات عديدة وقعت في الغرب دفع من أجلها الباحثون ثمنا باهظًا، وفي بعض الحالات كلفهم البحث وظائفهم بالإضافة إلى الملاحقة القانونية من قبل الأشخاص الذين تمت ملاحظتهم بهذا الأسلوب.

ب- الملاحظة غير المشاركة (Non-participative Observation)

هي الملاحظة التي لا يقوم فيها الباحث بالنشاطات التي يقوم بها الأشخاص الخاضعون للملاحظة، حيث يكتفي الباحث هنا بتسجيل البيانات عن سلوك الأشخاص، وتصرفاتهم حسب ما تقتضيه الدراسة وأهدافها التي تم تحديدها سلفا.

مثال: يقف الباحث في مكان قريب من الإشارة الضوئية ليسجل ملاحظات عن مدى التزام السائقين بالتعليمات المروية، وفق قائمة معدة سلفا يقوم بكتابة ملاحظاته عليها مثل:

• نوع المركبات.
• مدى التزام السائقين بالوقوف قبل الخط البيض.
• عدد السيارات التي تقطع الإشارة.
• عدد السيارات التي يستخدم أصحابها المنبه عند فتح الإشارة.

شروط الملاحظة: هناك مجموعة من الشروط التي ينبغي مراعاتها حتى تحقق الملاحظة أهدافها كما يلي:

1. أن يحدد السلوك المراد ملاحظته.
2. أن يتم تجهيز الأدوات الخاصة بالملاحظة، مثل كاميرا فيديو، أو قائمة عناصر.  
3. أن يراعى أن لا تؤدي الملاحظة إلى تذمر الأشخاص أو استيائهم فيما لو عرفوا أنه تجري مراقبتهم.
4. أن يراعى عدم اختراق خصوصيات الأشخاص دون علمهم.
5. أن يتم تسجيل الملاحظات مباشرة عقب حدوث السلوك.

الشروط التي ينبغي توافرها في أداة جمع البيانات

فيما يلي الشروط العامة التي ينبغي توافرها في أداة جمع البيانات:

1. المصداقية: تعني ملائمة الأداة للأغراض التي يتم استخدامها من أجلها.
2. الموضوعية: تعني أن يكون الحكم محايدا بعيدا عن النزعات أو الأهواء الشخصية.
3. الثبات: تعني عدم اختلاف النتيجة فيما لو أعيد تطبيق نفس الأداة على نفس العينة في نفس الظروف.

المصدر:

عبد الرشيد بن عبد العزيز حافظ .(2012).أساسيات البحث العلمي, ط(1), مركز النشر العلمي. جامعة الملك عبدالعزيز, ص43: 54

---

تعليقات

---

---

---