يتصور الباحث أن عملية تجميع البيانات تبدأ بإعداد أدوات القياس أو الاختبارات أو البرامج التي سيتم تطبيقها وإنما على النقيض من ذلك فإن هذه العملية تبدأ من اللحظة التي يفكر فيها في إجراء بحث ما، فعندما يفكر الباحث في اختيار مشكلة أو قضية معينة للبحث أو الدراسة فإنه يتساءل: ما هي القضية أو المشكلة، فإنه لا يكتفي باللجوء إلى الواقع الميداني لكي ينتقي منه المشكلة وإنما يتجه إلى الأدبيات من كتابات ودراسات سابقة ليتعرف على أكثر القضايا والمشكلات إلحاحًا وأهمية، هنا يتعامل الباحث مع مصادر المعلومات، فما اكثرها وتعدد مستوياتها وتفاوت جودتها في هذه الأيام، عندئذ فإن الباحث ينبغي أن يكون له القدرات والمهارات التي تمكنه من فرز وتصنيف مثل هذه المصادر إلى مصادر موثوق بها ويعتمد عليها وأخرى ينبغي طرحها جانبًا لضعف مصداقيتها.
هناك كثير من الباحثين يقومون باقتباس كل ما يقع تحت أيديهم من معلومات متصلة بالموضوع أو مشكلة البحث؛ وتكون النتيجة بحث ضعيف به كثير من الانتحال العلمي وتفسيرات النتائج تتسم بالبساطة، فأغلب الباحثين لا يعطون درجة كافية لتمحيص مصادر المعلومات التي يستخدمونها في بحوثهم فهم يقتبسون من أي مصدر يقع تحت أيديهم.
ومن هنا تظهر أهميه مصادر المعلومات على مدار مراحل البحث من اللحظة التي يفكر فيها الباحث في اختيار مشكله بحثه إلى اختيار المشكلة مرورًا بإعداد خطة البحث وربط مشكله بحثه بالأدبيات التي تتصل بها ثم إعداد وتطوير أدوات البحث وتطبيقها والتعامل مع البيانات التي حصل عليها إحصائيًّا وصولًا إلى مرحلة تفسير النتائج ومناقشتها وتقديم مقترحات وتوصيات في كل هذه المراحل فإن الباحث يتعامل مع مصادر معلوماتية عديدة ويقتبس منها ويتفاعل مع محتوياتها ويتبنى وجهات نظر معينه ويرفض أخرى كل ذلك يلزم أن يكون الباحث يقظًا وناقدًا ولديه الخلفية المعرفية والمهارية التي تمكنه من تحقيق أقصى قدر ممكن من الاستفادة من مصادر المعلومات البحثية التي يلجأ إليها، وسوف نقدم عرضا توضيحيًّا مبسطًا لمتطلبات عمليه تقويم مصادر المعلومات تابعونا.
أكاديـمـيـا جلـــــوب
طريقك لمستقبل أكاديمى واعد
معلومات الاتصال
تواصل مع اكاديميا جلوب من خلال مواقع التواصل الاجتماعى او ارسل لنا بريد الالكترونى لتستقبل كل جديد
طرق الدفع
تابعنا على تويتر